كواليس

تارودانت.. مشاريع ب”طعم انتخابي” بالمجلس الاقليمي

أثار مقال صحفي نشرته “مشاهد” تحت عنوان “لدواعي انتخابية.. “متحكمون” بمكتب المجلس الإقليمي لتارودانت يوزعون كميات “هائلة” من الإسمنت” ضجة على مستوى إقليم تارودانت، حيث حاول المتحكمون في دواليب تدبير مؤسسة منتخبة أن يصدروا بيانا تحت الطلب، حاول فيه كاتبه، وهو الذي حاول توريث منصب رئيس المجلس لحزبه بعد وفاة الرئيس بلكرموس، أن يوزع الاتهامات والمساس بالعمل الصحفي الجاد.

وكان المجلس الاقليمي لتارودانت قد خصص اعتمادا ماليا يقدر بأزيد من 60 مليون سنتيم، تحكمت في عملية التوزيع دوافع انتخابية محضة، حيث استفاذت منها جماعات يسيرها أحزاب التحالف الاغلبي بالمجلس الإقليمي، كترضية لبعض أعضاء المجلس الاقليمي والذي هم في نفس الوقت رؤساء جماعات.

ومن جهة اخرى، لم يخرج الرئيس الاستقلالي “العرابي” عن نهجه سلفه البامي “بلكرموس” في تدبير أمور المجلس الإقليمي، حيث تحكمت في إنجاز مجموعة من المشاريع بعد الترضيات وجبر “الخواطر”، حيث أن جردا بسيطا للصفقات التي اشرت عليها رئاسة المجلس يتبين أنها همت بالأخص الجماعات الترابية التي يسيرها حزب الاستقلال وحزب الاصالة والمعاصرة في اقصاء متعمد لباقي الجماعات ال 89 المشكلة لاقليم تارودانت.

وفي هذا الإطار، أطلق المجلس الإقليمي لتارودانت صفقة،يوم الثلاثاء 09 مارس 2021، تتعلق بتجهيز بئرين لتزويد دواري “ساسي” و”عريض” بالماء الصالح للشرب، بجماعة سيدي بوموسى، حيث استغل الرئيس نفوده لتجهيز بئر بدائرته الانتخابية وبئر أخر بأحد دواوير الجماعة التي يشغل بها عضوا جماعيا. كما تم،في 17 مارس 2021، فتح الأظرفة المتعلقة بطلب عروض أثمان لأشغال إنجاز ثقب استغلالي لتزويد دوار عين صداق بالماء الصالح للشرب، التابع للجماعة الترابية سيدي بوموسى ايضا.كما تم أيضا اطلاق صفقة أخرى استفادت منها جماعة سيدي بوموسى تتعلق بتهييء الممرات الطرقية.

وتظهر هذه الصفقات الأربعة التي أطلقت في ظرف 15 يوما استغلال الرئيس الاستقلالي “العرابي” لمنصبه من أجل انجاز مشاريع بدائرته الانتخابية وجماعته “الأم”. في المقابل يعمل الرئيس في إطار تبادل المصالح بانجاز مشاريع لفائدة باقي أعضاء المجلس الإقليمي لكون أغلبيتهم يشغلون رئاسة جماعات بالنفوذ الترابي لإقليم تارودانت.

ويتابع الرأي العام بتارودانت بقلق شديد مسارات تدبير شؤون المجلس الاقليمي لتارودانت بعد وصول الاستقلالي محمد العرابي” لرئاسة المجلس في يناير من السنة الجارية، حيث ان الرئيس الجديد لم يخرج من جلباب سلفه “بلكرموس”، وأن المجلس يعيش انتظارية قاتلة، إلا ماصدر من تعليمات من مكاتب العمالة. ومن الانتقادات الموجهة للرئيس الحالي هو تحويله مؤسسة المجلس الإقليمي الى قسم تابع لعامل الاقليم وكاتبها العام. كما أن عمله التمثيلي  اقتصر على حضور الاجتماعات واللقاءات الرسمية في غياب تام لأي مبادرات قد تساهم في تطوير عمل المجلس بغية تجاوز المعيقات التنموية التي يعيشها الاقليم.

والملاحظ أن تجربة التحالف المسيطر على شؤون المجلس الإقليمي، حزب الاستقلال والاتحاد الإشتراكي والبام، تبقى دون المستوى، حيث أن هذا التحالف لم يبادر إلى تطوير مداخيل المجلس واطلاق مشاريع مهيكلة تهم كافة تراب الاقليم، بل تحكم في إطلاق هذه المشاريع البعد الانتخابي المحض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *