مجتمع

موحا..الوطني والمنشط الملتزم الذي خذلته أكادير

منذ الثمانينيات أو قبل من القرن الماضي كان بن الطالب أحمد المعروف بموحا رقما صعبا في معادلة التنشيط الثقافي والفني بمدينة أكادير، فقد كان الرجل القادم من الرباط مختصا في تنشيط وتقديم الاحتفالات الرسمية بالأعياد الوطنية والمهرجات آنذاك..وكان موحا وجها مألوفا لدى ساكنة أكادير، حتى ارتبط اسمه في وجدان الأكاديريين بالمناسبات الرسمية من قبيل عيد العرش وعيد الشباب وغيرهما، في زمن كان الجمهور يعانق هذه الاحتفالات الوطنية بشغف وإقبال كبيرين.

موحا..بداياتي في أكادير

لايخفي موحا سعادته وهو يؤسس لمدرسة جديدة من التنشيط السياحي بأكادير جالبا معه تجربة محترمة من عاصمة المملكة، فقد التحق موحا للعمل بأكادير سنة 1974 منشطا سياحيا، وبالضبط بفندق السلام، عندما كانت عاصمة سوس تتربع على عرش السياحة المغربية، خصوصا وأن إقبال الألمان والاسكندناف على هذه المحطة كان لافتا وكبيرا. انطلق بعدها موحا إلى خارج فضاءات الفندق لتنشيط المناسبات الوطنية بدءا من مشاركته في المسيرة الخضراء، والتي يحتفظ بذكريات راسخة عنها، حين يقول كنت من الصفوف الأولى للمتطوعين لأنني كنت مسجلا باسم إقليم الرشيدية الذي أنتمي إليه، كان الإحساس فياضا بالوطنية، كما كانت تغمرنا مشاعر نكران الذات والتضحية، يضيف موحا.

نشط بعدها موحا عددا من الملتقيات الهامة بأكادير، كما كان شاهد عيان على إطلاق مشاريع البنية التحتية والسياحية بعاصمة سوس، ويحمل المنشط الشهير ألبوما يضم مئات الصور توثق لهذه المرحلة، التي يتذكر تفاصليها بكل دقة.

موحا..ذكرياتي كمنشط بأكادير ترفع عني بعض الحزن

بالرغم من وضعيتي الاجتماعية المتردية حاليا، إلا أن ذكريات التنشيط بمدينة أكادير ترفع عني بعض الحزن والإحساس بالغبن والتهميش وعدم الاعتراف الذي طالني من مسؤولي أكادير، يؤكد موحا أنه لم يسع يوما إلى مراكمة الامتيازات والمنافع أو طلب مقابل ريعي لخدماته التنشيطية بمناسبة الأعياد الوطنية أوغيرها، “فقد كنت متحمسا بدافع وطني وبحافز حب المغرب الذي يسكنني بقوة”.

يقول موحا كنت قريبا خلال عدد كبير من المناسبات من المسؤولين، وزراء وولاة وعمال، لكنني لم أستغل هذه الفرص للشكوى من وضعيتي الاجتماعية، فقد كنت أتعفف عن ذلك، حتى لا يسمى ما أقوم به من أعمال وما أقدمه من خدمات مجرد مطية للوصول إلى منافع معينة.

موحا..هل يعقل أن أتلقى كل هذا الخذلان من أكادير

يتابع موحا، خلال بوحه ل”مشاهد”، أحببت أكادير كثيرا لدرجة أنه لايمكنني أعيش في مدينة أخرى غيرها، فهذة المدينة جعلتني أفجر طاقاتي الإبداعية في عدد من المجالات من قبيل التنشيط والمساهمة في إعداد المهرجانات وتأطير الفنانين والتثميل السينمائي برفقة أسماء كبير من السينمائيين العالميين، لكن بالرغم من كل هذا لاينبغي أن تتركني هذه المدينة العزيزة أواجه مصيري لوحدي، فقد أحلت على التقاعد بمعاش قليل، كما أصبحت أعاني من بعض الأمراض المزمنة التي تتطلب علاجات باهضة الثمن، ويقول المنشط تصوروا أن أنني أكتري منزلا ب2500 درهما في حين أن معاشي لايتجاوز 3600 درهما..أليست هذه وضعية اجتماعية مؤلمة.. يتساءل موحا.

موحا..أسعى في سني هذا إلى اعتراف وتكريم

أصر موحا في ختام لقائه مع الجريدة أن بوحه واعترافاته بوضعيته الاجتماعية لا يعتبر استجداء، وإنما سعيا نحو الحصول على تكريم من طرف مدينة أعطاها الشيء الكثير، وينتظر منها التفاتة تعبر عن ثقافة العرفان، معتبرا أن حبه للوطن يكفيه في مواجهة الجحود وعدم الاعتراف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *