تربية وتعليم

إقليم طانطان..هكذا ساهم النقل المدرسي في محاربة الهدر

أولت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم طانطان، منذ انطلاقتها سنة 2005، عناية خاصة لدعم التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي والنهوض بالتمدرس، لاسيما في العالم القروي، من خلال تسهيل الولوج إلى التعليم عبر تعزيز أسطول النقل المدرسي.

وباعتباره وسيلة أساسية للحد من الهدر المدرسي، يحظى النقل المدرسي بدعم عدة متدخلين بإقليم طانطان في مقدمتهم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بهدف المساهمة في محاربة هذه الظاهرة خاصة في العالم القروي، عبر توفير حافلات للنقل المدرسي مخصصة لمؤسسات تعليمية بعدد من الجماعات الترابية بالإقليم.

وتساهم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، منذ انطلاقتها إقليم طانطان، في تشجيع ودعم التمدرس عبر اقتناء دراجات هوائية وحافلات للنقل المدرسي لتيسير التحاق تلاميذ العالم القروي بمؤسساتهم التعليمية، وتشجيع الفتاة القروية على مواصلة دراستها.

وتم، بهذا الخصوص، اقتناء مجموعة من الدراجات الهوائية لفائدة التلاميذ المتمدرسين بنفوذ جماعة لمسيد بكلفة بلغت 33 ألف درهم، واقتناء ثلاث حافلات للنقل المدرسي بجماعات تلمزون (في إطار المرحلة الأولى من المبادرة)، والشبيكة (المرحلة الثانية)، وابن خليل (المرحلة الثالثة)، وذلك بكلفة إجمالية تصل إلى مليون و108 ألف و742 درهم، منها 324 ألف درهم خصصت، مؤخرا، لاقتناء حافلة لتلاميذ جماعة ابن خليل في إطار برنامج الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، وذلك بشراكة مع هذه الجماعات التي تتولى التسيير والصيانة، بالإضافة إلى المديرية الإقليمية للتربية الوطنية التي تتولى عملية التأطير.

ويستفيد من خدمات النقل المدرسي بهذه الجماعات 63 تلميذا وتلميذة، موزعين على 22 تلميذا بجماعة تلمزون، و19 بجماعة الشبيكة، و22 بجماعة ابن خليل.

وتروم هذه المبادرات القضاء على مشكل بعد المسافة بين المؤسسات التعليمية ومقر سكن العديد من التلاميذ والتلميذات بالوسط القروي، والعمل على تقريب هذه المسافة، وتحسين ظروف تنقل المستفيدين إلى مدارسهم في ظروف جيدة ومريحة.

ففي الجماعة الترابية الشبيكة (55 كلم عن مدينة طانطان)، تقع مدرسة نموذجية في مجال دعم التمدرس والحد من الهدر المدرسي، ويتعلق الأمر بمدرسة ادريس الحارثي، وهي فرعية تابعة لمجموعة مدارس ادريس الحارثي بالشبيكة، يفد إليها تلاميذ من مناطق نائية بالجماعة بفضل خدمة النقل المدرسي التي وفرتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية عبر اقتناء حافلة وضعت رهن إشارتهم لتمكينهم من التنقل من مقر سكناهم إلى المدرسة.

وفي هذا السياق، اعتبر حسن بوطوبة، مدير مجموعة مدارس ادريس الحارثي – الوحدة المدرسية الشبيكة أن مساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مجال دعم النقل المدرسي بالوسط القروي بالإقليم، لاسيما فرعية الشبيكة، هي مساهمة فعالة جدا في ما يخص توفير النقل المدرسي كوسيلة أساسية لمحاربة الهدر المدرسي.

وأشار إلى أن النقل المدرسي أتاح لتلاميذ هذه الفرعية، البالغ عددهم 16 تلميذا وتلميذة، ربح الوقت والاستفادة من الزمن المدرسي، ولذلك فإن هذه الوسيلة تصب في صميم محاربة الهدر المدرسي ، مؤكدا أن هؤلاء التلاميذ يستفيدون أيضا من الرحلات المدرسية، وبالتالي، يضيف بوطوبة، فإن النقل المدرسي يساهم في فك العزلة عنهم ويجعلهم في امتداد مع الوسط الحضري.

وعبر التلميذ ابراهيم الزاوكاي، الذي يدرس بالمستوى الخامس ابتدائي بفرعية الشبيكة، عن سعادته بالاستفادة من النقل المدرسي الذي يقله من مقر سكناه إلى مؤسسته التعليمية، من أجل متابعة دراسته في أحسن الظروف.

وأشار إلى أن التلاميذ كانوا يعانون من مشكل بعد المسافة عن المدرسة وما ينتج عن ذلك من تضييع للحصص الدراسية ، معتبرا أن النقل المدرسي ساعدهم على تفادي الانقطاع عن الدراسة.

من جهته، أكد محمد مولود حفظي، المكلف بتدبير قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم طانطان، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم طانطان ساهمت، منذ انطلاقتها، في دعم التمدرس عبر مجموعة من التدخلات، منها تعزيز ودعم النقل المدرسي، لاسيما بالوسط القروي، من خلال اقتناء حافلات للنقل المدرسي، مضيفا أن الكل معبأ لإنجاح المسار التربوي والتعليمي للأطفال.

وتهدف تدخلات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، على مستوى إقليم طانطان، والتي تندرج في إطار الجهود المبذولة الرامية إلى التقليص من الفوارق الاجتماعية والمجالية، إلى الحد من نسبة الهدر المدرسي في العالم القروي، وتحسين مؤشرات التمدرس والارتقاء بالمستوى التعليمي بالمجال القروي، وتحقيق مبدأي الإنصاف وتكافؤ الفرص في الولوج إلى المدرسة.

يذكر أن مشاريع النقل المدرسي تندرج في إطار مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أعلن عن ميلادها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في 18 ماي 2005، كمبادرة لتغيير نموذج العمل الاجتماعي وفتح أفق جديد له وتحقيق تماسك غير مسبوق لأسسه الفعلية التي تتمحور حول تنمية القدرات البشرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *