متابعات

سويسرا تحتفي بمئوية حضورها الدبلوماسي في المغرب

بمناسبة الاحتفاء بمئوية فتح أول قنصلية للاتحاد السويسري بالدار البيضاء سنة 1921،نظمت أكاديمية المملكة المغربية بشراكة مع أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، والسفارة السويسرية في المغرب،أول أمس،بالرباط،سلسلة من المحاضرات في مجال التعاون المشترك بين المغرب وسويسرا،تخص ميدان “الابتكار وقضايا العصر”،وذلك بمشاركة متخصصين ومؤرخين وأكاديميين وباحثين في عدة مجالات.

ومن بين سلسلة المحاضرات موضوع “الحوار ما بين الديانات، أولوية اجتماعية للقرن الحادي والعشرين؟”،والتي ألقاها الأستاذ هنسيورغ شميد،المدير المؤسس للمركز السويسري الخاص بالإسلام والمجتمع وأستاذ الأخلاقيات الدينية والعلاقات الإسلامية المسيحية بجامعة فريبورغ، وقد انكبت أبحاثه بالخصوص على تناول قضايا الأخلاقيات السياسية من منظور ديني وأوضاع المسلمين في أوروبا، وهو أيضا مدير الحوار بين الديانات بأكاديمية ديوسيز روتنبورغ – بشتوتغارت Diocèse de Rottenburg-Stuttgart بألمانيا إلى جانب تأسيسه “لمنتدى اللاهوت المسيحي الإسلامي”. وقد نشر شميد العديد من المؤلفات؛ من بينها “الإسلام في البيت الأوروبي، السير نحو أخلاقيات اجتماعية ما بين الديانات” (ط- 2، 2013)، هذا إلى جانب أبحاث منشورة أخرى تتعلق بالمواكبة الروحية في المؤسسات العمومية بسويسرا والأئمة والعمل الاجتماعي الإسلامي.

وركز المحاضر هنسبورغ شميد على مزايا الحوار التي تتمثل في تجاوز الكراهية والأحكام المسبقة، ومد الجسور وخلق رأسمال اجتماعي كمساهمة في تحقيق السلم وضمان إشعاع إعلامي لصور الصداقة والتفاهم.كما تطرق إلى تحديات الحوار من خلال التساؤل بشكل خاص حول طريقة تدبير الخلافات وتأصيل الحوار مع الأخذ بعين الاعتبار التجارب المحلية، داعيا إلى توسيع وتعميق الحوار بين الأديان مع التوجه المجتمعي والأخلاقي.

وبهذه المناسبة،قال سفير سويسرا بالمغرب، غيوم شيرر،خلال افتتاح هذا اللقاء،إن المسلمين والمسيحيين واليهود أبانوا عن قدرة كبيرة على التسامح والتعايش بالمغرب، وهو أمر ماكان ليحدث دون التمتع بدرجة عالية من النضج سواء على مستوى السكان أنفسهم أو بفضل التلاحم بين المؤسسات والشعب.

وأكد السفير على أن سويسرا والمغرب، يفخران بهويتهما الدينية والثقافية المتعددة، ويعرفان كيفية إظهار انفتاح كبير وقدرة على قبول الاختلاف وتقبل الآخر في بساطته وتعقيده، وهو ثراء، بحسبه،”يقودنا إلى التعددية”.

من جهته، شدد أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، عبد الجليل لحجمري، على ضرورة الحوار بين الأديان في وقت يواجه فيه العالم المعاصر تحديات اجتماعية واقتصادية وكوارث بيئية معقدة للغاية، مع ما تطرحه من إشكاليات من شأنها أن تتسبب في انهيار القيم والمجتمعات.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *