دعت فعاليات جمعوية، خلال لقاء نظم يوم أمس الاثنين بالدار البيضاء، بمناسبة اليوم العالمي للتبرع وزرع الأعضاء والأنسجة البشرية، الذي يصادف 17 أكتوبر من كل سنة، إلى التعجيل بتغيير القانون المتعلق بالتبرع بالأعضاء، وذلك إسهاما في إنقاذ المزيد من الأرواح.

وفي هذا الصدد، أكدت البروفسور أمل بورقية، رئيسة جمعية « كلي »، خلال هذا اللقاء الذي نظمته جمعيتها، بشراكة مع نادي روتاري الدار البيضاء اطلانتيك، أن القانون رقم 16-98 المؤطر منذ سنة 1999 لمنظومة التبرع وزرع الأعضاء والأنسجة البشرية كان حاسما في كل ما من شأنه التلاعب والاتجار بالأعضاء البشرية.

ودعت البورفسور بورقية، الطبيبة المختصة في مجال معالجة أمراض الكلي وتصفية الدم، إلى ضرورة توسيع مرامي هذا القانون أخذا بعين الاعتبار عدد المعبرين عن رغبتهم في التبرع بالأعضاء بعد الممات، والذي يبقى في نظرها متدنيا في ظل الطلبات المتزايدة للمرضى.

وللرفع من عدد المتبرعين الذي لا يتجاوز 1200 شخصا بمختلف ربوع المملكة، معظمهم من العاصمة الاقتصادية، شددت البروفسور بورقية على أن عملية التسجيل في السجلات يفترض الاقتصار فيها فقط على الأفراد الممتنعين عن التبرع بأعضائهم وليس العكس كما هو منصوص عليه في القانون المذكور، وذلك لتأمين قاعدة عريضة من المتبرعين تعد بالملايين كما هو الشأن في العديد من الدول المتقدمة في هذا المنحى على غرار فرنسا وإسبانيا.

وأضافت أن هذا الإجراء من شأنه توفير كمية كافية من الأعضاء الكفيلة بتغطية حاجيات العديد من المرضى الذين يعانون على سبيل المثال من فشل القلب والكبد باعتبارهما من الأعضاء التي لا غنى عنها لضمان استمرارية الحياة، وكذلك الشأن بالنسبة للقصور الكلوي حيث ترى أن تصفية الدم لا تفي بالمطلوب بالشكل الأمثل مقارنة مع عملية الزرع التي تسمح بأن يعيش الإنسان حياته الطبيعية.

وأكدت أن مسألة توفير الأعضاء تبقى ركنا أساسيا يسمح بالتفكير في الانتقال إلى مراحل أخرى تهم أساسا الأطقم الطبية ووسائل العلاج والأدوية وغيرها، معربة عن أملها في أن يرى القانون الجديد الذي يشمل هذه التغييرات النور في القريب العاجل.

وفي هذا السياق، ناشدت رئيسة جميعة « كلي » كافة المغاربة بالانخراط بكثافة في هذه الحملة ذات البعد الإنساني.

ومن جهته، أكد السيد خليل لزرق عضو نادي روتاري الدار البيضاء اطلانتيك، أن تخليد ذكرى اليوم العالمي للتبرع وزرع الأعضاء والأنسجة البشرية هي فرصة لمراجعة الذات والامتثال لواجب التضامن الذي تمليه الرغبة في إنقاذ الغير.

وأشار إلى أن هذه المبادرة تعكس وعي المجتمع المدني بمثل هذه المشاكل الصحية حيث يعمل جاهدا كل من جهته من أجل المساهمة في إيجاد حلول لها والتطلع نحو غد أفضل.

وشكل هذا اللقاء التحسيسي مناسبة لتقييم الوضع الدقيق للتبرع بالأعضاء وزرعها في المغرب، وزيادة الوعي بأهمية التبرع بالأعضاء وإزالة الغموض عنها، مع لفت الانتباه إلى العدد المتزايد باستمرار للمرضى الذين يموتون خلال فترة انتظار الحصول على الأعضاء.

يذكر أنه صدر للبروفسور أمل بورقية كتابا جديدا هذا العام يروم نشر المزيد من المعلومات المفيدة وزيادة الوعي بشأن أهمية هذا العمل العلاجي المنبني على الكرم والتضامن من أجل إنقاذ المزيد من الأرواح، وذلك استنادا لخبرتها وأعمالها الدؤوبة التي تهدف إلى تعزيز ثقافة التبرع بالأعضاء في البلاد.