طب وصحة

حب الليل أو “نيكتوفيليا” مرض نادر.. تعرف عليه

هل تحب قضاء معظم وقتك خلال الليل، وتفضل الجلوس في أماكن مظلمة خلال النهار؟ إذا كان الجواب نعم فهذا دليل، وأحد مؤشرات إصابتك بمرض نيكتوفيليا، والذي يسمى كذلك بحب الليل.

ويصنف مرض نيكتوفيليا ضمن الأمراض النفسية، وذلك بسبب اضطراب سلوك الإنسان، الذي يجعله يميل لعيش حياته خلال فترات الليل، وفي أجواء مظلمة.

ويعيش الشخص المصاب بهذا المرض، الذي يُصنف على أنه متلازمة نادرة الحدوث، حالةً من الاسترخاء والشعور بالراحة عندما يكون مستيقظا خلال الليل، في الوقت الذي يصعب عليه النوم.

وأصل تسمية مرض نيكتوفيليا بهذا الاسم قادم من اليونان، إذ إنه ينقسم إلى قسمين، الأول هو “نيكتوس” وتعني الليل، و”فيلوس” وهي الحب، ومن هنا تم تجميع الكلمتين ليكون المعنى الحرفي هو حب الليل. وقد تم تشخيص هذا المرض في البداية على أنه أرق؛ ما يجعل الشخص غير قادر على النوم خلال الليل.

لكن هناك بعض الأطباء النفسيين الذين توصلوا إلى أنه اضطراب نفسي يجعل الشخص يميل لحب الظلام؛ إذ إن هناك عدة أعراض تُظهر إصابة الشخص بهذا المرض، والتي لا تنحصر فقط في عدم القدرة على النوم ليلاً. وتتداخل أعراض نيكتوفيليا مع كل من فوبيا الضوء، والاكتئاب، ولكن يمكن تمييزها عندما تجتمع مختلف الأعراض كاملة في شخص واحد.

وتتمثل هذه الأعراض في الشعور بالراحة النفسية عندما تغيب الشمس، فيصبح الشخص أكثر إنتاجية، وقادراً على التفكير بذهن صافٍ وسليم أكثر.

كما أنه يكون مائلاً أكثر للحزن؛ ما يجعله منعزلاً بشكل كبير عن العالم، والفضاء الخارجي، خصوصاً في النهار، لاسيما أن الشمس تشكل مصدر إزعاج كبيراً بالنسبة له. فيما يكون المصاب بنيكتوفيليا كارهاً للأضواء الصاخبة والضوضاء، أو التواجد في أماكن تعج بالناس، أو بها درجة كبيرة من الازدحام.

وعندما يُرغِم المريض نفسَه على النوم في الليل يصاب بالكوابيس، وكثرة الأحلام المزعجة، كما أن ساعات قليلة من النوم تكون كافية له ليكون في حال جيد.

ومن أجل الشعور براحة أكثر خلال النهار يُفضّل الأشخاص المصابون بهذا المرض البقاءَ في فضاءات مظلمة، شبيهة بأجواء الليل.

وبالرغم من تشخيصه على أنه مرض نفسي، فإن العلم لم يتوصل بعدُ للأسباب الواضحة وراء إصابة بعض الناس بمتلازمة نيكتوفيليا. لكن في الوقت نفسه تم تحديد بعض المسببات المحتملة، التي يمكن أن تشارك في ظهور هذه الحالة، من بينها عوامل ثقافية، أو بيئية، أو اجتماعية.

ومن بين هذه الأسباب الوقوع في ضغط نفسي قوي لفترة طويلة، وحب الخيال، وإنكار الواقع، وفشل العلاقات العاطفية أو الاجتماعية، أو إدمان الجنس.

فيما يدخل إيقاع الساعة البيولوجية المختلف بالنسبة لكل شخص في خانة الأسباب، وذلك لأن بعض الأشخاص ينشطون فقط خلال الليل، عكس بقية الناس الذين ينشطون عادة في النهار.

ويمكن أن يسبب مرض نيكتوفيليا، وحب الليل، عدة عواقب على الفرد المصاب به، أبرزها صعوبة الاندماج في المجتمع، والتعرف على الناس.

وكذلك تفضيل الاستيقاظ ليلاً يمنع من الحصول على ساعات النوم الكافية، ما يؤدي إلى عدة مشاكل صحية أخرى، من بينها ضعف المناعة، والإصابة بأمراض القلب.

كما أن حصر الشخص المصاب لنفسه داخل فضاءات مظلمة يعني عدم تعرضه للشمس، ما يؤدي إلى ضعف فيتامين “د” في الجسم، الشيء الذي يؤدي إلى مشاكل أخرى، أبرزها هشاشة العظام.

وهناك بعض الأطباء يشخصون قلة النوم أثناء الليل على أنها حالة من الأرق، ما يجعلهم يصفون للمرضى دواءً خاصاً ليساعدهم على النوم أطول مدة ممكنة، لكن في غالبية الأحيان لا يكون مفيداً؛ لأن الوضع مختلف، ومرتبط بحالة نفسية.

ولكن في حال كان تفضيل الليل لا يؤثر سلباً على حياة الفرد فلن يكون من الضروري البحث عن علاج، لكن في حال ظهور بعض الأعراض المتفاقمة، من بينها الولع بممارسة الجنس في أماكن مظلمة، يمكن التوجه إلى الطبيب من أجل الوصول إلى حل.

بشكل عام، فإن الطريقة الأمثل لمكافحة آثار مرض نيكتوفيليا هي طريق خلق عادات صحية جديدة، تساعد على تغيير نمط الحياة، للوصول إلى نتيجة النوم بشكل طبيعي خلال الليل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *