مجتمع

بورتريه: عزيزة عگيدة..انشغال عميق بالدفاع عن الثقافة الحسانية

تكرس الأستاذة الجامعية، عزيزة عكيدة، وهي باحثة في مجال الثقافة والتراث الشعبي، وفاعلة جمعوية، انشغالاتها واهتماماتها من أجل الدفاع عن الحقوق الثقافية وخاصة الثقافة الحسانية بجهة كلميم وادنون.

عزيزة عكيدة، سليلة منطقة الزاك (إقليم أسا الزاك)، الحاصلة على الإجازة سنة 2009 بجامعة ابن زهر بأكادير، انخرطت مبكرا وهي طالبة بهذه الجامعة في الترافع عن قضايا المرأة والدفاع عن الحقوق الثقافية لاسيما الثقافة الحسانية وثقافة الصحراء بكل تجلياتها الهوياتية، والعمل على دمجها في المؤسسات التعليمة.

بفضل اهتمامها بالمجال الثقافي والتراث الشعبي، وبالنظر لما ما راكمته من تجارب في هذا الميدان من خلال أبحاثها ومقالاتها ومشاركتها في العديد من الندوات واللقاءات والتظاهرات الثقافية، تمكنت عزيزة عكيدة، الحاصلة أيضا على شهادة الماستر سنة 2012 تخصص “الشعر القديم” من جامعة عبدالمالك السعدي بتطوان، والدكتوراه سنة 2016 من نفس الجامعة، من الظفر بعضوية اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بكلميم وادنون، والتي شكلت فرصة بالنسبة لهذه السيدة من أجل الدفاع عن قضايا المرأة والحقوق الثقافية على مستوى الجهة.

تقول عكيدة، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة (8 مارس)، والتي تشارك في دورات مجلس حقوق الإنسان “حصولي على العضوية باللجنة الجهوية لحقوق الإنسان جاء باعتباري مدافعة عن الثقافة الحسانية كأحد روافد الثقافة المغربية، وعن ثقافة الصحراء بكل مكوناتها الهوياتية، وكذا عن قضايا المرأة وحقوقها، إن مهمتي في هذه اللجنة ترتبط أساسا بما هو ثقافي”.

وحول المكتسبات التي حققتها المرأة المغربية والصحراوية على وجه الخصوص، في مختلف المجالات، أبرزت السيدة عكيدة، الأستاذة بكلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية بجامعة ابن زهر بأكادير، أن المرأة استطاعت في مغرب اليوم، أن تلج مختلف القطاعات والمجالات، بل وتتبوأ المكانة التي تستحقها، فأصبحن وزيرات ومسؤولات وبرلمانيات ورئيسات مجالس ترابية على غرار جهة كلميم وادنون التي ترأسها مباركة بوعيدة، وكذا رئيسات مجالس جماعية بمختلف أقاليم الجهة، بينهن فتيحة الحمامي رئيسة جماعة المحبس الحدودية (إقليم أسا الزاك) .

وأشارت إلى أن هذه المكتسبات جاءت بفضل العناية السامية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لقضية إدماج العنصر النسوي في الحياة السياسية وفي مسلسل التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مضيفة أن المرأة استطاعت بفضل الإرادة الملكية أن تفرض نفسها بقوة وتثبت كفاءتها وجدارتها في شتى المجالات.

وعن تجربتها في المجال السياسي، تطرقت عكيدة، وهي عضو بالمجلس الجماعي للزاك (إقليم أسا الزاك)، إلى الحضور المتميز للمرأة الصحراوية في تدبير الشأن المحلي بالأقاليم الجنوبية للمملكة ومشاركتها الحيوية في مسلسل تنمية هذه الأقاليم.

تقول الفاعلة السياسية، “تجربتي كعضو بالمجلس الجماعي للزاك هي تجربة فتية ومهمة أيضا لأنها مكنتي من ملامسة القضايا على أرض الواقع بعدما كنت أنظر إليها من زاوية المنظر والمثقف الواعي، إنها تجربة لم تكن سهلة بل تتطلب الصبر والمثابرة وإرادة قوية”.

كما أن عكيدة هي فاعلة جمعوية تتولى رئاسة فرع رابطة كاتبات المغرب بالزاك.

وبهذا الخصوص، أكدت الفاعلة الجمعوية أن انخراطها في هذه الرابطة جاء من منطلق كونها باحثة في مجال الحقوق الثقافية من خلال عدة إسهامات سواء من موقعها كأستاذة جامعية أو عبر مقالاتها المتعددة حول الثقافة الحسانية وقضايا المرأة وأيضا الأدب النسائي الذي تشتغل عليه الرابطة بشكل أساسي.

تقول “إن اهتمامي بهذه القضايا هو الذي جعلني انخرط في الرابطة، إنها تجربة مهمة جاءت كتتويج لمسار اشتغلت عليه من خلال عدة مقالات حول الأدب النسائي في الصحراء والأدب النسائي الغنائي، وخاصة الشعر الحساني، وكذا حول مساهمة المرأة في ثقافة الصحراء” .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *