ثقافة وفن

حميدو بنمسعود .. رحيل ممثل عالمي

رحل ممثل عالمي. نجمة انطفأت… توفي حميدو بنمسعود، المعروف باسمه الفني أميدو. فقد كان يخضع للعلاج في المستشفى منذ حوالي ثلاثة أشهر بمستشفى بوجون الباريسي.

سلم الروح لباريها يوم الخميس الماضي عن عمر 78 سنة. وإبان فترة معاناة الفنان الراحل للمرض، منع الكبرياء عائلة الفنان الراحل من الإعلان عن حالته الصحية، إذ لم تعلن عنها إلا أخيرا بعدما تردت بشكل كبير، “لمشاطرة الخبر مع الجمهور الذي أحبه، سواء في المغرب أو في الخارج، ليشاركنا الدعاء والابتهال إلى العلي القدير أن يخفف عنه”. ولكن القدر كان أسبق. وسقط الخبر كالصاعقة. وفقدت السينما العالمية بوفاة حميدو بنمسعود فنانا فصيحا، متعدد اللغات، وحاذقا. قويا وفخورا بجذوره المغربية، طبع ببصماته أزيد من خمسين فيلما طويلا وتلفزيونيا.

وفي تنقلاته المتعددة، تحتفظ زوجته بصورة رجل كبير “أحب ملكه، تقديرا للعناية السامية التي ما فتئ جلالة الملك يوليها للفنانين، ولبلده الأصلي وللشعب المغربي”، كما قالت في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء. وكان الفنان الراحل، المعروف بحبه للفكاهة وصراحته، صرح ليومية مغربية “تعرفون أن السياسة وأنا صنوان. حزبي هو المغرب، وملكي هو محمد السادس، وديني هو الإسلام”.

وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس وجه رسالة تعزية ومواساة إلى أفراد أسرة هذا الفنان الكبير “الذي يعد من أبرز نجوم السينما والمسرح الذين أنجبهم المغرب، والذين أثروا الساحة الفنية الوطنية والدولية بأعمال خالدة، سيظل يتذكرها عشاق الفن الأصيل، بفضل ما عرف عن الراحل من خصال إنسانية نبيلة، وأداء متميز، وذوق فني رفيع، وحس مرهف”.

ولا ينسى المعجبون العديدون بحميدو، الذين شاهدوا أدواره على خشبات المسارح وعلى شاشات السينما، ملامحه التي تذكر بملامح الممثل الفرنسي بلماندو. لأن حميدو، الذي قال إنه تنازل عن حرف “الحاء” في اسمه لتسهيل التواصل، هو أيضا مالك ميراث سينمائي فرنسي.

فحميدو المغربي، المزداد في ثاني غشت 1935 في الرباط، غادر بلده الأصلي إلى فرنسا عام 1952 عن 17 سنة بهدف الدراسة في معهد باريس، قبل أن ينطلق في مهنة فنية على المسرح، حيث شخص، بالخصوص، دور سعيد في “لي بارافان” لجان جونيه، وهي مسرحية عن الحرب في الجزائر. وهي مسألة رمزية كما لا يخفى.

وفي تعامله مع المخرج الفرنسي كلود لولوش، ظهر حميدو في “لافام سبيكتاكل” (1963)، ثم في “لي غرام مومان” (1965)، ثم في “فوايو” (1970). وفي المجموع، صور تسع مرات مع لولوش، “وهو مخرجي المفضل”. “لقد أحببت العمل معه وأفلامه تحتل مكانة خاصة في نفسي” كما قال حميدو.

ولأنه مهووس بالفن، انطلق حميدو منذ الثمانينات في مغامرة ما وراء البحار. وعاد منها بمحصول وافر تمثل في أفلام “رونان” للسينمائي الأمريكي دجون فرانكهايمر (1998)، و”جحيم الواجب” لوليام فريدكين (2000)، و”سباي غايم” لتوني سكوت حيث تبادل الحديث مع وربير ريدفورد وبراد بيت.

وفي 1969، شارك حميدو، والد الفنانة سعاد حميدو، لأول مرة في الفيلم المغربي “شمس الربيع” للطيف لحلو. ثم تلته مشاركات أخرى في ستة إنتاجات وطنية على الأقل، من بينها الدور الرئيس في فيلم “للا حبي” لمحمد عبد الرحمان التازي (1997).

وكان الفنان الراحل، الذي حصل على جائزة أفضل تشخيص رجالي من المهرجان الدولي لريو عن دوره في “الحياة، الحب، والموت” لكلود لولوش (1969) وعلى درع تكريمي في حفل افتتاح المهرجان الدولي للفيلم في مراكش، شارك في الجزء الرابع من السلسلة التلفزيونية الفرنسية (عائشة) التي أخرجتها السينمائية والوزيرة الفرنسية المنتدبة المكلفة بالفرنكفونية يامينة بنكيكي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *