كواليس

طارق القباج .. من الممارسة الستالينية إلى اعتناق الطرق المافيوزية

في جل الخرجات الإعلامية لرئيس بلدية أكادير، يحاول طارق القباج أن يروج لمستقبلي تصريحاته انطباعات مفادها أنه لا يؤمن إلا بالفكر الأحادي، كما أنه يوحي للمتلقي بأن أفكاره لا يطالها الباطل، وأنها فوق كل انتقاد أو معارضة.

فالقباج صرح ذات مرة لإحدى الإذاعات الخصوصية بأنه ستاليني في ممارسته لتدبير شؤون البلدية، محيلا بذلك إلى مستمعيه إلى كل المحطات التصفوية التي قام بها ديكتاتور الاتحاد السوفياتي السابق في حق منافسيه ومواطنيه.

ولم تقتصر تصريحات القباج على ذلك، فقد أبدى مؤخرا رغبة حد الهوس في البقاء رئيسا لبلدية أكادير مهما كلف الثمن، فكل كلامه مؤخرا ينحو أن تشبثه بكرسي الرئاسة أصبح غاية ما بعدها غاية، حيث إن ممارسات وتصريحات القباج تحتاج فعلا لدراسة سيكولوجية دقيقة للوقوف على حقيقة شخصية رئيس بلدية أكادير.

من الطرائف الرمضانية في استجوابات القباج ما أدلى به مؤخرا لإحدى المواقع حين سأله الصحفي عن الكتب التي يقرأها حاليا فأجاب: “في هذه الأيام أحاول أن انهي كتابا باللغة الفرنسية بعنوان “les flingueurs” والذي يتحدث عن كيفية تصفية الخصوم السياسيين في أواخر القرن 19 بفرنسا”.

فهل يحتاج القباج فعلا لكتاب يدله على كيفية تصفية خصومه ومنافسيه السياسيين على الطريقة المافيوزية؟ قد تكون الإجابة بنعم خصوصا وأن الرئيس يمر بفترة حرجة في علاقته مع حزب الاتحاد الاشتراكي، كما يعيش رئيس بلدية أكادير لحظات غير مريحة مع محيطه الحزبي بأكادير.

ففي الوقت الذي يراهن فيه القباج على العودة إلى كرسي الرئاسة خلال جماعيات منتصف 2015، يتحدث المقربون منه عن صعوبة حصوله على تزكية الحزب لرئاسة لائحة الاتحاد الاشتراكي بأكادير، لأن كل الأوراق التي كان يحاول من خلالها القباج التموقع من جديد داخل هياكل الحزب محليا ومركزيا أقدم على إحراقها بتحالفات ومناورات غير محسوبة.

وينم إصرار القباج على التشبث بكرسي الرئاسة أن لديه قناعة راسخة بكون الرئاسة تضمن له حماية غير محدودة لمصالحه الخاصة، ما يطرح التساؤل حول حقيقة التفاني في خدمة الصالح العام، كما أن إلحاحه على البقاء رئيسا للبلدية يعكس تشبعه بالأفكار السلطوية والتسلطية التي يحاول القباج في كل حين استلهام مسارات أصحابها وإسقاطها على تسييره لشؤون مدينة أكادير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *