خارج الحدود

هل دس لوبيتز عقارا مدرًا للبول في قهوة طيار جيرمان ونغز؟

ذكرت مصادر من داخل لجنة التحقيق في قضية طيارة جيرمان ونغز أن الطيار الانتحاري اندرياس لوبيتز كان يبحث بشكل محموم في الانترنت عن عقار مدر للبول، فما دور هذا العقار في القضية؟

لا تستغرق الرحلة بين برشلونة ودسلدورف على متن طيارة جيرمان ونغز أكثر من ساعتين وعشرين دقيقة، وهي فترة زمنية قد لا تضمن لمساعد الطيار المشؤوم أندرياس لوبيتز ذهاب الطيار إلى المراحيض، ومن ثم انفراده بكابينة القيادة.

لهذا فمن المحتمل أن يكون قد دس مادة مدرّة لزميله في القهوة التي تناولها، كي يضمن ذهابه إلى المرحاض. بحث محموم جاء في التقارير الأولية عن الحادث أن الطيار الرئيس تناول القهوة قبل مغادرته إلى المراحيض، ما سمح للوبيتز بغلق رتاج باب الكابينة من الداخل.

لكن صحيفة اكسبريس تقول الآن إن قطرات قليلة من العقار المدرّ، الذي دسّه مساعد الطيار في القهوة كان كافيًا لإرسال الطيار الرئيس إلى المرحاض.

رفضت النيابة العامة في دسلدورف، مقر لجنة التحقيق الألمانية، التعليق على هذا الخبر، لكنها أكدت أن لوبيتز لم يمسح في لوح الكومبيوتر الذي صادره رجال التحقيق في شقته العديد من الصفحات الطبية التي كان يبحث فيها بشكل محموم عن أدوية، تساعده في معالجة حالته العصبية المتدهورة من دون الحاجة لزيارة الأطباء المختصين خشية افتضاح مرضه.

كما زار العديد من المواقع التي تقدم النصح للراغبين في الانتحار، والصفحات التي تهتم بـ الموت الرحيم.

سابق تصور وتصميم

لم يفت لوبيتز أن يبحث على الشبكة الإلكترونية بين 16 و23 مارس الماضي، أي قبل فترة وجيزة من تحطيمه الطائرة على قمم جبال الألب الصخرية، عن معلومات تفصيلية عن قفل باب الكابينة في طائرات ايرباص من النوع الذي يساعد في قيادته.

وكانت كل حركاته على الانترنت، وفي محركات البحث والكلمات التي كان يبحث عنها، موجودة في الكومبيوتر. هذا يعني، بالاضافة إلى معطيات تحقيقية أخرى، أن ما ارتكبه لوبيتز لم يكن فكرة انتحارية آنية وأتته في لحظة جنونية، أو رد فعل على إهانة ما تتعلق بماضيه، وإنما جريمة مع سبق الاصرار والترصد.

وعثر رجال التحقيق في حاسوبه على رسائل وكتابات تكشف عزمه على الانتحار بهذه الطريقة، وتفضح تعمده جر العشرات من الأبرياء معه إلى الموت. بمعنى أنه خطط قبل فترة للجريمة، بل درس مسرح الجريمة واختاره بعناية ولم يقد الطائرة إليه على جبال الألب صدفة.

وهذا لا يعني انه لم يكن مريضًا، أو ليس تحت تأثير العقاقير، أو لا يعاني عصابا انتحاريا، لكن كل المؤشرات تدل على انه خطط بوعي لجريمة انتحار وقتل 149 التي ترددها الصحافة الألمانية.

مسرح الجريمة

الثابت حتى الآن أن لوبيتز زار مسرح الجريمة الواقع قرب بلدة سيسترون الفرنسية، على حافة جبال الألب، من قبل بصحبة والديه عندما كان صغيرًا، وذلك أيقظ فيه حب التحليق بالطائرات.

والمعتقد انه زارها أكثر من مرة لاحقًا وهو شاب، بل وبعد أن نال ليسانس الطيران، لممارسة رياضته المحببة في الهواء، لكن لا تتوفر أدلة على ذلك حتى الآن.

ونشأ لوبيتز في مدينة مونتاباور، بالقرب من كوبلنز، حيث انتمى إلى أول نادي طيران في حياته وهو شاب يافع.

ويحتفظ نادي مونتاباور بعلاقات حميمة مع مطار ونادي الطيران سيسترون في فرنسا، وغالبًا ما يقضي هواة الطيران الألمان اجازاتهم الصيفية في سيسترون لممارسة الطيران في جو صاف وهواء نقي، ويقيمون المنافسات في الطيران، ويتبارون بالألعاب البهلوانية على متن الطائرات الصغيرة والشراعية.

وقال جان بييار روفولات، نائب رئيس نادي طيران سيسترو، لصحيفة بيلد الألمانية يوم 3 نيسان (أبريل) الجاري: أعرف أن مؤسس نادينا يرتبط بصداقة مع عائلة لوبيتز، لكنهم لم يأتوا إلى هنا منذ 2003. لكن سكان قرية باردز القريبة ذكروا للصحيفة انهم شاهدوا لوبيتز في المخيم القريب من القرية مؤخرًا.

الكسندر كريستوف، الرئيس السابق لنادي طيران مونتاباور، ذكر أيضًا لصحيفة بيلد أن عائلة لوبيتز ساهمت في رحلات النادي إلى سيسترون دائمًا في التسعينات من القرن العشرين، ويعتقد أنه شاهد لوبيتز أيضًا، لكنه لا يستطيع أن يجزم بذلك.

اشتروا… قبل أن تسقط الطائرة!

كثر الحديث في الصحف الألمانية عن شروط العمل السيئة، والاجور المتدنية، في الخطوط الجوية (الفرعية) الرخيصة بالمقارنة مع الخطوط الرئيسة.

وكانت إيلاف نشرت عرضًا لكتاب اشتروا، قبل أن تسقط الطائرة!!، الذي نشرته طيارة ألمانية باسم مستعار، وتحدثت فيه عن مشاكل الخطوط الرخيصة.

تقول جوليا نوفمبر في كتابها الجريء انها كانت تحلم بالطيران منذ كانت طفلة، لكن هذا الحلم تحول إلى كابوس بعد عشر سنوات فقط من العمل كطيارة لصالح العديد من الخطوط الجوية الرخيصة في أوروبا.

ويبدو ما كتبته نوفمبر في كتابها أشبه ما يكون بتصفية حساب مع شركات الطيران التي سامتها العذاب لسنوات بأجواء العمل المسمومة ووجبات الطعام السيئة والمضيفات الهستيريات والطيارون الذين يطالعون المجلات الجنسية أثناء القيادة.

وتنتقد الكاتبة ضعف اعداد المضيفات واصابتهن بالهستيريا، عند حدوث مصاعب، في حين أن عملهن يتطلب العمل بمهنية عالية وتهدئة خواطر المسافرين في الأوقات الصعبة.

تضيف: بعض المضيفات يتحملن كلفة تدريبهن السريع عند رغبتهن في العمل لصالح الخطوط الجوية الرخيصة، وعليهن أن يتوقعن تقليل الأجور دائمًا، لأن الشركة تريد زيادة أرباحها. اما المحظوظات منهن، اللاتي يجري تدريبهن في الشركة، فانهن مهددات بالطرد دائمًا عند شكواهن من الأجور وصعوبة شروط العمل.

طوارئ قصوى

أعلنت شرطة مدينة كولون الألمانية حالة طوارئ قصوى يوم 18 نيسان (ابريل) القادم عندما تقام طقوس الصلاة لتأبين ضحايا جيرمان ونغز.

وسيتولى مطران كاتدرائية كولون الشهيرة ارينر ماريا كاردينال فويلكي اقامة الصلاة على أرواح الضحايا بحضور أهالي الضحايا وحشد من السياسيين والصحافيين.

وستشمل الاجراءات تشديد التفتيش على الطرقات المؤدية إلى المدنية، وإلى مطار المدينة. لن تستثني اجراءات التفتيش أحد الداخلين إلى الكاتدرائية، بحسب تقرير الشرطة، وتشمل السواح والفضوليين الذين سيتجمعون في ساحة الكنيسة الخارجية.

وتحسبًا لمجنون آخر، من أهالي الضحايا أو غيرهم، قد يستهدف طياري لوفتهانزا وجيرمان وينغز، فرض على الطيارين التخلي عن بزاتهم الرسمية والحضور بزي مدني عادي.

ومن المتوقع حضور 500 شخص من أهالي الضحايا، إلى جانب حفنة من السياسيين يتقدمهم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، وملك اسبانيا وزوجته والمستشارة انجيلا ميركل والرئيس الألماني يواخيم غاوك، ورئيسة وزراء ولاية الراين الشمالي فيستفاليا هانلوره كرافت.

وغير معروف بعد ما إذا كان المؤبنون سيشعلون 149 شمعة أو 150 شمعة على أرواح الضحايا، ويعترض الكثيرون على الجمع بين الانتحاري- القاتل والضحايا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *