مجتمع

أسير لدى البوليسايو: فلسطينيون دربوا عناصر الجبهة على حرب العصابات

أكد عبد الله لماني الأسير السابق لدى جبهة البوليساريو، أن الراحل “جورج حبش” الأمين العام السابق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين سبق له أن زار عدة مرات مخيمات البوليساريو والتقى بالأسرى المغاربة، وذلك في إطار دعمه للجبهة وتعبيره عن مواقفه المعادية للمغرب.

وكان ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالجزائر محمد صلاح، قد حضر يوم السبت المنصرم 25 يوليوز 2015، أشغال ما يسمى بـ “الجامعة الصيفية لأطر جبهة البوليساريو”، المنظمة في ولاية بومرداس بالجزائر، واعتبر ممثل الجبهة الشعبية في كلمته أن “الشعب الفلسطيني هو التوأم الكفاحي “للشعب الصحراوي” ضد الإستعمار بغض النظر عن الإسم أو الثوب الذي يرتديه.

وأردف ذات المتحدث الفلسطيني أن بين الفلسطينين وانفصاليي البوليساريو قاسما مشتركا يتجلى فيما يعتبره “مكافحة الاستعمار”، فيما روجت العديد من الأبواق الإعلامية الموالية للبوليساريو لهذه التصريحات لمحاولة إضفاء بعضا من الشرعية على الأطروحات الإنفصالية.

عبد الله لماني الذي قضى حوالي 23 سنة في الأسر لدى الجبهة الانفصالية، شدد في اتصال هاتفي مع “مشاهد” أن تصريحات ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين خلال حضوره لنشاط الإنفصاليين تأتي في إطار دعم هذا الفصيل الفلسطيني المتواصل منذ السبعينات من القرن الماضي.

وأشار أن العديد من الأسرى المغاربة لدى البوليساريو يدركون هذه الحقيقة بسبب لقاءاتهم المتكررة مع السوريين والعديد من الفلسطينيين الذين يرافقهم “جوج حبش” الذي يصف الأسرى بأبشع النعوت والأوصاف من قبيل: “عملاء اليهود والإمبريالية، أذناب الإستعمار”، كما كان يستفزهم ويحتقرهم بقسوة ويدعوا مسؤولي البوليساريو إلى الإمعان والمبالغة في التعذيب.

عبد الله لماني، الأسير السابق لدى جبهة البوليساريو
عبد الله لماني، الأسير السابق لدى جبهة البوليساريو

ويتذكر عبد الله لماني أنه خلال زيارة بعض الوفود والجمعيات الأجنبية لهم في الأسر، كيف أن مسؤولي الجبهة الإنفصالية يمنحونهم يوما أو إثنين من العطلة للراحة والإستحمام حتى يبدون في حلة وصحة جيدة، عكس أيام قدوم الفلسطينيين والسوريين حيث يلتقونهم مباشرة بعد القدوم من الأشغال والأعمال الشاقة بملابس رثة متخسة ولحى كثيفة، فيما تبدو على وجوه الفلسطينيين علامات التشفي والشماتة، حيث ينعتون الأسرى المغاربة بأقبح النعوت والأصاف والقسوة أكثر من سجاني البوليساريو.

ويضيف عبد الله لماني أن “جورج حبش” كان يختم لقاءاته القاسية مع الأسرى المغاربة بعبارة “نلقاكم قريبا في (الجمهورية المغربية)”، وهو ما يثير غضب وإستياء الأسرى، خاصة وأن منهم جنودا مغاربة شاركوا إلى جانب سوريا في حرب 1973، وشعروا بالندم والإحباط بسبب هذه الإهانات.

ومن أخطر ما كشفه عبد الله لماني في تصريحه لـ “مشاهد”، أن مجموعات من الفلسطينيين أشرفوا على تدريب ميليشيات البوليساريو على حرب العصابات، مشيرا أنه ورفاقه الأسرى المغاربة تمكنوا من التوصل إلى هذه الحقائق بعد قضاء بعضهم لأزيد من عشرين سنة في الأسر، وكانوا يُجبرون على القيام بأعمال شاقة كالبناء والزراعة وتفريغ شاحنات المساعدات أو الأسلحة القادمة من بعض الدول خاصة من ليبيا والجزائر، ومكنهم ذلك من معرفة أنواع الأسلحة ومصدرها.

كما أكد لماني أن السنوات الطويلة التي قضوها في الأسر في السجون مكنتهم من كسب ود وتعاطف بعض أعضاء البوليساريو وتطور هذا التعاطف إلى صداقة وإفشاء أسرار، منها بعض التفاصيل التي تخص قدوم مجموعات فلسطينية إلى مخيمات البوليساريو لتدريبهم عسكريا.

هذا، وسبق للملك الراحل الحسن الثاني أن عبر عن غضبه من حضور محمد عبد العزيز أشغال المجلس الوطني الفلسطيني الذي أقيم في الجزائر سنة 1987.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *