آخر ساعة

البوليساريو ..والحصيلة السريالية

أصبحت الأصوات التي كانت في البداية خافتة تصل إلى مسامع ساكنة المخيمات، واستطاعت الكلمات الموءودة تحت رمال الصحراء الانعتاق من الحصار المفروض عليها بالحديد و النار، و أصبحت تطالب القيادة الهلامية لتقديم الحساب عن سنوات القهر و الكبث 2015 التي انطلقت تحت شعار الحسم و اختتمت بمهزلة المؤتمر الرابع عشر، وبينهما جرت أمور كثيرة أبانت عن سوء تقدير وعن مزايدات و عنتريات لا تغني ولا تسمن من جوع.

 

فبعد حلول سنة 2015، ومع بوادر الأزمة آنذاك بين المغرب وفرنسا، أطلق محمد عبد العزيز العنان لخياله المريض ولتصوراته البعيدة عن الواقع، حيث أوهم ساكنة المخيمات بان سنة الحسم قد بدأت وبأن أم المعارك قد شارفت على الفصل لصالحهم في الحرب الاستنزافية التي طال أمدها، وبان الاستقلال أصبح مسألة وقت فقط لا تتعدى بضع شهور، فصارت الساكنة تترقب الغيوم التي لبدت سماء العلاقات المغربية الفرنسية، غير أن عودة الدفء إلى تلك العلاقات جعل الساكنة تشعر بان قيادتهم تحاول الركوب على كل موجة بغرض بيع الوهم لهم حتى تستنزف مستقبلهم في صراع لن تجني منه إلا السراب.

 

ولقد شكل تنظيم منتدى كرانس مونتانا بالداخلة، أول تكذيب لمقولة سنة الحسم الذي أطلقتها القيادة الانفصالية، ففي الوقت الذي سعت البوليساريو مدعومة بجهات مناوئة للوحدة الترابية للمغرب إلى القيام بحملة مسعورة في أوروبا وإفريقيا ولدى الأمم المتحدة لإلغائه، تلقت صفعة مؤلمة حين تم انعقاده بنجاح باهر لسياسة المغرب إزاء إفريقيا.

 

وبعد توالي عدة فضائح ، كالفضيحة الجنسية لنجلة القيادي البارز بجبهة البوليساريو البشير مصطفى السيد وتقرير الاتحاد الأوروبي لمحاربة الفساد الذي عرى عن واقع تحويل المساعدات من الموانئ الجزائرية إلى نواديبو و نواكشوط و الزويرات، وفي خضم هاته الفضائح، سقطت أمطار طوفانية أغرقت المخيمات و انهارت المنازل الطينية وطرحت لدى الساكنة عدة تساؤلات، مثل كيف لقيادة عجزت عن إيواء مئات من المنكوبين ان تشن حربا على بلد قوي كالمغرب…؟

 

وما كادت هاته الصفعات المتتالية تمر، حتى تلتها أخرى لعل أشدها هي الزيارة الملكية لمدينة العيون بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، وهي الزيارة التي أسقطت محمد عبد العزيز طريح الفراش و تم نقله إلى ايطاليا قصد العلاج بعدما يئس من محاولاته البئيسة لوقف عجلة التقدم و التنمية في الأقاليم الجنوبية بالتشاكي و التباكي على أبواب الأمم المتحدة، تاركا زبانيته يصرخون ويلوحون بالتهديد بالحرب وهم في حالة لا يقوون فيها حتى على التفكير من شدة الصدمة.

 

البوليساريو ختمت فضائحها بالمؤتمر المهزلة الذي كرس نفس الوضعية السابقة بدعم من الجزائر في الإبقاء على الزعيم الأبدي، لتبقى دار لقمان على حالها وتستمر معاناة الساكنة.

وجاءت السنة الحالية، ولم تجد قيادة البوليساريو ما تقدمه من حصيلة إلى الساكنة غير التصريحات الكاذبة التي رفضتها كل الساكنة مدعومة و مؤطرة بشباب التغيير.

 

ومع إعلان المغرب عن التنظيم مرة أخرى لمنتدى كرانس مونتانا بمدينة الداخلة، تكون الساكنة المحتجزة بتندوف قد تأكدت بان نباح قيادتهم لا يمكن أن يوقف قافلة التنمية و الإعمار التي انطلقت في الصحراء المغربية منذ زمن بعيد، وبرزت مؤشرات كثيرة بين أطيافها للاستعداد لمعركة الحسم مع هاته القيادة الكرتونية و مواجهتها و محاصرتها حتى تقدم لها كشفا عن منجزاتها خلال السنة الفائتة وهم يعلمون مسبقا سجلها الحافل بالخيبات و النكسات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *