آخر ساعة

اعتقال ولد هيدالة وعلاقتة بدولة الجزائر

كعادتها قامت منابر إعلامية جزائرية بالترويج مؤخرا لمحمد ولد هيدالة الذي تم القبض عليه مؤخرا من طرف الأمن الموريتاني ضمن شبكة عالمية لترويج المخدرات الصلبة في الصحراء، حيث كتبت أن هذا الأخير قد تعرض للتعذيب من طرف الأمن الموريتاني، هذا الخبر يحيلنا كقراء ومتتبعين على نفس القصة التي أوردتها نفس المنابر الإعلامية عن المعني بالأمر أثناء خروجه من سجن سلا بالمغرب حين كان معتقلا بها وقضى آنذاك عقوبة حبسية لتورطه في عملية كبيرة لنقل الكوكايين وترويجه داخل التراب الوطني المغربي، إذ أن هذا الأخير اتهم السلطات المغربية بتعذيبه وتعريض حياته للخطر من خلال التصريحات التي أدلى بها للصحف الجزائرية التي التقطت الخبر ونشرته على أعمدة صحفها تزامنا مع وصول هيدالة الابن إلى الجزائر حيث مكان إقامة أسرته هناك.

 

إن توجيه الاتهامات إلى الأمن الموريتاني بتعذيب ولد هيدالة والترويج لهذه القضية من طرف المنابر الإعلامية الجزائرية مصدرها المخابرات الجزائرية التي ذهبت إلى إعادة نفس الخطة التي انتهجتها مع المغرب، حين روجت عبر منابر إعلامية جزائرية خبر تعذيب ولد هيدالة الذي قضى عقوبة حبسية بالمغرب كونه تلقى فيها أنواعا من التعذيب مع العلم أن الجزائر احتضنت ولد هيدالة وفسحت له المجال لممارسة نشاطه في مجال التهريب الدولي مقابل إتاوات مالية تدفع لمسؤولي الدولة ولجهاز المخابرات.

 

إن احتضان الجزائر لهذا الشخص الذي تورط في قضية التهريب الدولي للمخدرات الصلبة في المغرب وفي موريتانيا يبين مدى تورطها بشكل مباشر في هذا الملف الذي لا يزال معروضا أمام القضاء الموريتاني خاصة أن أمن هذا البلد قد تتبع لمدة طويلة تنقلات ولد هيدالة ما بين موريتانيا والجزائر ودول الساحل والصحراء، وما أن تبث عليه ترؤسه لشبكة من مهربي المخدرات في منطقة الصحراء نصب له كمينا وألقي عليه القبض مع مجموعة من الأفراد ذوي جنسيات مختلفة، وتكون الأجهزة الأمنية الموريتانية بهذه العملية قد كسرت الغطاء الأمني الذي كان يحظى به من طرف السلطات الجزائرية والتي منحته رخصة التنقل بكل حرية في الصحراء.

 

ولد هيدالة يعتبر من أغنياء موريتانيا لما يتوفر عليه من ثروات مالية ورثها عن أبيه الرئيس الموريتاني السابق الذي اتخذ مقرا له في الجزائر مند مغادرته لبلده، حيث يمتلك قصرا كبيرا يستقبل فيه الرئيس الجزائري وكذلك قيادة البوليساريو مما خلق نوعا من ارتباط الابن بهؤلاء الرؤساء إلى درجة أن بوتفليقة وحاشيته عرضت على هيدالة الابن الاستثمار في الجزائر والدخول على خط قضية الصحراء لصالح الطرف الآخر بعدما غادر السجون المغربية مقابل احتضانه ومساعدته وتوفير الإقامة الدائمة له الشيء الذي وافق عليه هذا الأخير حيث استقبل للمعالجة المجانية في إحدى مستشفيات الجزائر على نفقة الدولة وحضي بزيارات العديد من المسؤولين العسكريين الجزائريين وكذلك لقيادة البوليساريو.

 

رغم كل ما ذكر فان يقظة الأمن الموريتاني حال دون تحقيق أماني وأهداف ولد هيدالة في الصحراء التي يتمتع فيها بحصانة جزائرية حيت نصبت له كمينا استطاعت بفضله أن توقع هذا المتزعم لشبكة دولية للمخدرات الصلبة والذي مازالت قضيته معروضة على أنظار العدالة الموريتانية مما يعتبر ضربة قوية للجزائر و لجهاز استخباراتها اللذان يحتضنان مثل هؤلاء المجرمين و المهربين الذين جعلوا من الصحراء مرتعا للإرهابيين ولعصابات تجار المخدرات العابرة للقارات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *