آخر ساعة

مستقبل البوليساريو: التفكك أو التحول إلى تنظيم إرهابي

يبدو أن متنفذي “البوليساريو” وفي غياب رئيسها الأبدي محمد عبد العزيز، أمام خيارين لا ثالث لهما إما أن تتفكك وتطلق سراح المحتجزين في إطار قبولها بالحل المنطقي والمعقول المتمثل في  مقاربة الحكم الذاتي، وإما أن تتحول إلى تنظيم إرهابي ينشط على شريط الساحل والصحراء وهدا ما تعمل عليه حاليا.

هاذان الخياران أتيا نتيجة ما تعرفه البوليساريو من تراجعات خطيرة ومستمرة تتجلى في نقص مواردها المالية التي تدرها عليها الجزائر التي أصبحت تعاني الآن من ارتفاع درجة الاحتقان الاجتماعي، ومرده الأزمة الاقتصادية التي تمر بها في ظل تراجع أسعار النفط و الغاز. ونظرا للنقص الحاد من فائض المساعدات الغذائية والإعانات المالية الكبيرة التي كان نظام معمر القذافي وجنوب إفريقيا تدرهما على الجبهة.إضافة إلى تراجع كميات المساعدات الدولية الممنوحة من طرف بعض الدول الأوروبية والأمريكية للسكان وتراجع بعض الدول عن الاعتراف بهدا الكيان الوهمي.

كل هذه العوامل المجسدة على أرض الواقع تظهر بجلاء امكانية تحول بوصلة الخط السياسي “للبوليساريو” في اتجاه تنظيم راديكالي وإرهابي لعناصره المسلحة والاصطفاف بجانب عصابات المختار بالمختار و”دواعش” ليبيا والقريبة منها نتيجة تراجع التأييد الدولي لموقف الجبهة  من الناحية السياسية، وارتفاع حدة الاحتقان الاجتماعي داخل مخيمات تندوف وقيام مظاهرات في الآونة الأخيرة والتي تنادي برحيل محمد عبد العزيز، بعد تراكم نكساته الدبلوماسية الدولية والمحلية، وبفك ارتباط الساكنة بقيادة البوليساريو وكذلك تأييد الحكم الذاتي في ظل اختلالات تدبيرية وتنظيمية وعسكرية والتناحر على القيادة والتي تعرفها الجبهة مؤخرا نتيجة مرض وغياب الرئيس الأبدي محمد عبد العزيز.

إضافة إلى ما ذكر هناك عوامل أخرى ستزيد من تفكك الجبهة، كهروب القادة الكبار للبوليساريو للعيش في العواصم العالمية بعيداً عن الواقع البئيس للمخيمات، مما سيؤدي إلى انفجار الوضع الداخلي للجبهة لاسيما داخل شقها المسلح، إذ سيكون من المستحيل معه التحكم في الترسانة العسكرية للجبهة الانفصالية، مما سيترتب عنه من تهميش لما يسمى بـ”الجيش الصحراوي”، والذي سيزيد من راديكاليته وتطرفه، بعيدا عن التوجهات السياسية للجبهة، إذ سيتحول أعضاءه إلى مقاتلين وسط تنظيمات إرهابية.

 

ان حل جبهة البوليساريو اليوم تفرضه متغيرات دولية وإقليمية خاصة بعد التحولات التي عرفها العالم بأسره والتي عصفت بأعرق الديكتاتوريات وفي ظل التراكمات والانتكاسات الدبلوماسية الدولية والمحلية التي تعرفها الجبهة فضلا عن نقص الموارد المالية والعزلة التي تعيشها القيادة عن ما يجري داخل المخيمات أضف إلى ما ذكر تفوق الدبلوماسية المغربية على تحركات مرتزقي البوليساريو بالخارج مما أدى إلى انتكاسة وجمود ديبلوما سيتة التي حرقت كل أوراق مناوراتها داخليا وخارجيا واستنفدت اكاديبها أمام المنتظم الدولي ولم يعد لديها أي شيء يذكر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *