آخر ساعة

“التضامن مع الشعب الصحراوي” .. هدية بوتفليقة لعمال الجزائر

يعتبر موقف دول مجلس التعاون الخليجي من قضية الصحراء المغربية الذي تم التعبير عنه مؤخرا في اللقاء التاريخي بين قيادات هذه الدول والملك محمد السادس بالرياض ضربة موجعة للجزائر وصنيعتها البوليساريو، لما يحمله من دلالات حاسمة في مسار النزاع المصطنع بحيث عبر عن دعم قوي وصريح لموقف المغرب الذي يتمثل في أن الحكم الذاتي هو أقصى ما يمكن أن يقدمه هدا البلد كحل نهائي لهذا النزاع الذي عمر أكثر من أربعين سنة.

وليس هذا الموقف التاريخي لدول الخليج هو الوحيد الذي منيت خلاله الجزائر والبوليساريو بهزيمة دبلوماسية مزلزلة، فمسلسل الهزائم بدأ من مدة طويلة والرهانات التي كانوا يراهنون عليها قبل صدور تقرير مجلس الأمن الأخير لم تتحقق على الوجه الذي كانوا يأملون، بل كان التقرير تأكيدا لمواقف المغرب الثابتة رغم مناورات بعض خصوم الوحدة الترابية للمملكة.

ولم يجد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة من متنفس للورطة التي يتخبط فيها إلا استغلال الاحتفال بعيد العمال لهاته السنة واختار شعار التضامن مع الشعب الصحراوي في محاولة منه للتغطية على الانتكاسات الكبيرة التي واجهتها المناورات التي مارسها قبل صدور تقرير مجلس الأمن، قبل أن يلتزم الصمت المطبق بعد أن صدر التقرير الذي خيب آمالهم وتطلعاتهم الى استمالة هدا الأخير ليخرج بتقرير مضاد ضد التوجه الذي تبناه المغرب إزاء قضية الصحراء.

ولعل الخطاب الذي تلاه مستشار بوتفليقة بمناسبة العيد الاممي العمالي كان بمثابة تكرار للاسطوانة المشروخة التي مل الشعب الجزائري من سماعها، في الوقت الذي كان العمال في أمس الحاجة إلى خطاب يلامس همومهم اليومية وواقعهم المعاش ويرسم لهم الطريق من اجل بناء مجتمع تسود فيه الكرامة والعمل الجاد والقضاء على البطالة التي تنخر اجسام الطبقات الحية في المجتمع الجزائري طبقة الشباب بدل التعلق بأوهام لا تزيد المشاكل الاجتماعية إلا تفاقما و تدهورا واستنزافا لثروات الشعب في الدفاع عن قضية خاسرة تنكر لها الجميع ممن كانوا الى عهد قريب يساندونها.

المتتبعون لقضية الصحراء المغربية يقولون إن حدة خطاب بوتفليقة تبرز حالة التوتر التي أصابت القيادة الجزائرية لا سيما بعد الانتصارات الدبلوماسية التي حققها المغرب في هذا الملف. كما اعتبر المراقبون هذا الخطاب كمواساة للجزائر و البوليساريو بطريقة او بأخرى بعد الهزائم المتتالية التي منيت بهما الدبلوماسية الجزائرية وصناع القرار في قصر المرادية والدين يخططون للبوليساريو طرق صراعهم مع المغرب.

ومن باب المكابرة السياسية وعدم الاعتراف بالهزيمة وتعزية النفس أمام الفشل الذريع التي منيت به، لا تجد الجزائر غير بعض الكلمات التي يلقيها المسئولون في مثل هاته المناسبات للتغطية على الأوضاع المزرية التي تسببوا فيها بنهجهم سياسة عدائية اتجاه المغرب، والتي كلفتها اموال طائلة من اموال الشعب بحيث أصبحت تستجدي الابناك الدولية من اجل مدها بالديون وهي البلد الغني بالبترول و الغاز الطبيعي، ولكنها غرقت في مستنقع الحسابات السيا سوية الخاطئة وأغرقت معها شرذمة الانفصاليين وكذلك طموح الشعب الجزائري في أن يحيا في كرامة وعزة وسلام مع أشقاءه المغاربة الدين تجمعهم معهم وحدة الدين والجوار والمصير المشترك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *