آخر ساعة

بعد رحيل محمد عبد العزيز .. الموت الكلينيكي للبوليساريو

إن المشاكل السياسية والاقتصادية التي عرفتها الجزائر في السنوات الأخيرة وكذلك الصراع القائم بين رجال هذه الدولة حول خلافة الراحل محمد عبد العزيز والغموض السياسي الذي يلف هدا البلد ، أدت إلى تقلب بوصلة قياديي  جبهة “البوليساريو”، الدين أصبحوا يفكرون في حلول ناجعة لما يعيشونه من فراغ سياسي وصراع حول الحكم والدي لن يعطي إلا استحواذ أتباع الرئيس السابق محمد عبد العزيز على القيادة وإعادة السيناريو من جديد مما جعلهم يفكرون في القبول بالمقترح المغربي، القاضي بمنح الأقاليم الجنوبية للمملكة، حكما ذاتيا، تحت السيادة المغربية.
في نفس الموضوع نقلت مؤخرا مصادر معارضة للجبهة من داخل المخيمات ، أن أعضاء ما يسمى “بالأمانة الوطنية للبوليساريو”، عبروا خلال الاجتماع الأخير بمخيمات تندوف، عن تخوفهم من المسار الذي أصبحت تعرفه قضية النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء، ومرد هذا الخوف الصراع المفتوح بين أجنحة السلطة في قصر المرادية بين كل من الجناح الداعم لبوتفليقة وبين رجال مدير السابق للمخابرات الجزائرية، توفيق مدين، المعروف بـ”الجنرال توفيق”، هذا الأخير الذي يتهمه الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني بالجزائر عمار سعداني ، بالسعي لترتيب الانتخابات الرئاسية القادمة إضافة إلى الخلافات التي تعرفها الجبهة نتيجة التطورات السريعة التي عرفتها قضية البوليساريو والتي تتراجع يوما بعد يوم مما ينبأ بقرب الموت الكلينيكي للبوليساريو نتيجة تراجع القضية على المستوى الدولي وتخلي الجزائر عنها نتيجة الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تعرفها والتي لاتسمح لها بالإنفاق على الجبهة بعد تراجع عائدات البترول وتراكم الديون الخارجية.
نفس المصادر تضيف ان المقترح المغربي في الصحراء، طرح للنقاش لمرات عديدة بين بعض أعضاء من جبهة “البوليساريو”، الذين يحسون انه خارج هدا الطرح الواقعي للمملكة ليس هناك أي أمل أخر للخروج من نفق قضية الصحراء المفتعل من طرف الجزائر، حيث يبقى الطرح المغربي في هذه الظرفية هو الحل الوحيد لقضية الصحراء، لكن كل هذا-تضيف ذات المصادر- يبقى رهينا بموافقة النظام الجزائري الذي يسيطر على الوضع داخل المخيمات، أن لا حل يلوح في الأفق لدى أعضاء جبهة “البوليساريو” إلى جانب الاحتقان في مخيمات المحتجزين الصحراويين بتندوف جنوب الجزائر، خاصة بعد صدور القرار ألأممي الأخير حول الصحراء، والذي مدد مهمة بعثة “المينورسو” لمدة عام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *