المغرب الكبير | هام

تدافع أمام منزل رجل أعمال للحصول على الزكاة انتهى بمقتل 8 نساء في موريتانيا

أدى تدافع آلاف المواطنين الموريتانيين أمام منزل استأجره أحد رجال الأعمال لتوزيع ريع زكاة أمواله على الفقراء والمحتاجين في العاصمة نواكشوط، إلى وفاة 8 نسوة على الفور، وجرح نحو 20 بينهم أطفال ورجال.

 

البداية

 

ذكر الحاج ولد مكت، حارس المنزل الذي وقع التدافع أمام بوابته، أن الحادث المأساوي بدأ عندما قدم إليه موفدان من قبل رجل أعمال يريدان تأجير المنزل من مالكه لاستعماله في عملية توزيع مساعدات على الفقراء والمحتاجين.

وقال ولد مكت لـ”هافينغتون بوست عربي” إنه استيقظ باكراً ليفاجأ بآلاف المواطنين القادمين من مختلف أنحاء العاصمة نواكشوط، وقد وقفوا أمام بوابة سُور المنزل المغلقة في انتظار الحصول على مساعدات مالية قبل شهر رمضان المبارك.

وأضاف ولد مكت: “في حدود العاشرة صباحاً، جاء رجلان يحملان حقائب فيها نقود، وكان حجم الحضور أمام بوابة حائط المنزل مخيفاً، ولما أمضى الرجل وقتاً قصيراً داخل المنزل بدأت أفواج الفقراء تتحرك بشكل لافت أمام بوابة المنزل في إشارة إلى لهفتها لتسلم المساعدات الإنسانية، وسرعان ما بدأوا في عملية اقتحام المنزل لتحل الكارثة”.

 

الموت أسرع من الإسعاف

 

addabt

الحارس ولد مكت أشار إلى أن رجال الحماية والمدينة وقوات الشرطة وصلوا المكان، لكن في وقت متأخر، بعد أن فارقت 8 نسوة الحياة، وجرح أكثر من 20 آخرين، بسبب الاختناق والتدافع على ريع زكاة رجل الأعمال.

وقال قائد فرقة عناصر الحماية المدنية، رمضان ولد فيه البركة، إن رجاله وصلوا المكان، حيث وجدوا عدة وفيات، وعشرات الجرحى وحالة من الخوف والذعر من صدمة الحادث تنتاب الجميع.

وأوضح ولد فيه البركة لـ”هافينغتون بوست عربي” أن رجال الحماية المدنية بذلوا ما في وسعهم من أجل إنقاذ حياة آلاف المواطنين الذين شاركوا في عملية التدافع، مؤكداً أنهم تمكنوا من إجلاء المئات منهم، كما قاموا بنقل الجرحى والمتوفين إلى المستشفى.

وقد انتشرت قوات تابعة لجهاز الشرطة في محيط مكان الحادث، كما هرعت عشرات سيارات الإسعاف إلى المكان لنقل الضحايا، كما أرسلت الحكومة وزير الداخلية، ووكيل الجمهورية، وعدد من ممثلي السلطات الإدارية بالعاصمة لمعاينة ضحايا الحادث.

 

تعازٍ وتعويضات مالية

 

وقالت مصادر رسمية إن رجل الأعمال قام بدفع تعويضات مالية لذوي القتلى والجرحى، وأدى لهم واجب العزاء، كما سارع حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم بموريتانيا إلى إيفاد وفد قيادي لتأدية واجب العزاء لذوي ضحايا التدافع.

وبدوره قام زعيم المعارضة السابق رئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية أحمد ولد داداه بزيارة للجرحى بالمستشفى المركزي بنواكشوط، وأعرب المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة المعارض بموريتانيا عن تعازيه القلبية إلى الشعب الموريتاني كافة وإلى أسر ضحايا حادث التدافع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *