مجتمع

خطير: لحوم تنهشها الكلاب في مجزرة بأكدز تثير مخاوف السكان

تعيش مجزرة السوق الأسبوعي بجماعة تنسيفت بإقليم زاكورة أوضاعا كارثية بسبب غياب أدنى شروط السلامة الصحية، وهي عبارة عن بناية من أربعة جدران وأرضية إسمنتية وبدون سقف ولا أبواب، ومفتوحة بشكل دائم أمام قطعان الكلاب الضالة التي تتجول وسط النفايات المتراكمة والبرك الاسنة من الدماء ومخلفات عمليات الذبح.

غير أن مايثير دهشة المواطنين هو العثور وسط الركام من الأزبال والنفايات على كميات كبيرة من اللحوم تبدو عليها علامات الإصابة بالأمراض، وتقتات منها الكلاب الضالة مما يشكل خطرا لنقلها هذه الأمراض للإنسان.

وأفاد بعض السكان المجاورين للمجزرة في شهاداتهم أنه خلال أيام السوق الاسبوعي ليوم الخميس يتم الإلقاء بهذه اللحوم في المزبلة مما جعلهم يتساءلون عن حقيقة خضوع اللحوم الموجهة للإستهلاك للمراقبة البيطرية.

مجزرة السوق الأسبوعي بجماعة تنسيفت

ويشتكي السكان في شهاداتهم من انتشار ظاهرة الذبيحة السرية حيث يعمد بعض الجزارين إلى الدبح في منازلهم أو في بعض الدواوير في الساعات الأولى من صباح يوم السوق ويكتفي تقني المصلحة البيطرية بالتأشير على اللحوم ،غير أن بعضهم يقوم بخلط اللحوم المؤشر عليها بلحوم الذبيحة السرية وبيعها للمواطنين.

وصرح أحد الجزارين لـ”مشاهد” عن عدم رضاهم عن الوضعية الخطيرة للمجزرة في السوق الأسبوعي مما دفع بالعديد من المواطنين إلى رفض اقتناء هذه اللحوم التي لاتخضع لأية معايير صحية، كما انتقد تساهل التقني البيطري مع الجزارين وعدم القيام بالمراقبة البيطرية لجميع أصناف الماشية قبل الذبح مما شجع بعضهم على اقتناء مواشي غير صالحة للذبح وبيع لحومها بأثمنة منخفضة لا تتعدى 35درهما لتشجيع المواطنين على الإقبال عليها.

ويشتكي سكان الدواوير المجاورة للمجزرة من الروائح الكريهة التي تحملها الرياح لمسافات بعيدة ،وتهدد صحتهم وتزعج راحتهم، كما ان النفايات المتراكمة تشكل مرتعا للكلاب الضالة والفئران مما يزيد من مخاوف نقل العديد من الأمراض الخطيرة مثل مرض اللشمانيات الذي سبق لمصالح وزارة الصحة في المنطقة أن قامت بعدة حملات للقضاء على الفئران التي تنقل هذا المرض ،غير أن مزبلة المجزرة تشكل مجالا خصبا لتكاثر مختلف انواع الجراثيم والحشرات خاصة في فصل الصيف.

مجزرة السوق الأسبوعي بجماعة تنسيفت

وحول رأي المجلس الجماعي لتنسيفت اتصلت “مشاهد” بالسعيد الحبيب نائب رئيس المجلس وأكد أن “رئيسة المصلحة البيطرية اقترحت الإغلاق النهائي للمجزرة وعدم صلاحيتها للإستعمال، كما أوصت بضرورة الانتقال إلى المجزرة الجديدة التي شيدت مؤخرا”.

ويضيف السعيد الحبيب أن “المجزرة الجديدة بدورها تفتقد للعديد من التجهيزات إضافة الى غياب التنسيق بين المجلس البلدي لأكدز والمجلس الجماعي لتنسيفت حول التسيير المشترك بينهما”، وأقر السعيد الحبيب بوجود أوضاع غيرمقبولة في مجزرة السوق الأسبوعي سواء فيما يتعلق بطريقة الذبح وانتشار الأوساخ والنفايات والتخلص من مخلفات الذبح بشكل عشوائي في الهواء الطلق”.

مجزرة السوق الأسبوعي بجماعة تنسيفت

كما أكد السعيد الحبيب معاينته للمراقبة الطبية في المجزرة، وأن اللحوم الفاسدة في حالة وجودها يتم إحراقها من طرف الجهات المسؤولة”، غير أن مصدرا بيطريا أكد أن التخلص من اللحوم الفاسدة أو بقايا عملية الذبح يجب أن يكون تحت إشراف بيطري عبر عملية الدفن في حفرة معدة لهذا الغرض بالإسمنت لمنع أية تسربات محتملة للفرشة المائية، وحذر نفس المصدر من العواقب الخطيرة للوضعية الحالية للمجزرة.

وطالب العديد من الجزارين في تصريحاتهم للجريدة عامل إقليم زاكورة بضرورة التدخل العاجل لتفعيل اللجنة الإقليمية لمراقبة المواد الإستهلاكية وذلك باستدعاء جميع المصالح المعنية بالمراقبة من السلطات المحلية، جماعة تنسيفت وبلدية أكدز ومندوبية الصحة ومصلحة البيئة لدى الدرك الملكي والمكتب الوطني للسلامة الصحية والمنتوجات الغذائية، وذلك قصد اتخاذ إجراءات عاجلة تفاديا لوقوع أية كارثة بيئية محتملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *