آخر ساعة

ماذا يحدث بمخيمات تتندوف؟

عاشت مخيمات تندوف خلال الأسابيع الأخيرة على إيقاع أوضاع متوترة وساخنة نتيجة تطور الاحداث ككرة الثلج منذ موت محمد عبد العزيز بسبب تداعيات السباق المحموم حول القيادة، وانعقاد مؤتمر للجيهة شبيه بمسرحية رديئة الإخراج، وما تخلله من قمع وانتهاكات صارخة لأبسط حقوق وكرامة الصحراويين، نتيجة تعبير الساكنة عن آرائها وهمومها وانشغالاتها، سواء المتعلق منها بالشق السياسي والحقوقي، أوالثقافي والاقتصادي، بالإضافة إلى التعتيم والتطويق المفروضين عليها، وذلك في غياب تام لرقابة منظمات حقوق الإنسان الدولية، حيث ازداد التنكيل بكل من سوّلت له نفسه الخروج عن صمته من أجل التعبير عن الأوضاع الكارثية التي تعيشها الساكنة في سجن الستالاك الكبير ونفس الشيء يطال من أبدى الرغبة في مغادرة المخيمات والالتحاق بالمغرب.

ويعيش محتجزو مخيمات تندوف كرهائنـ بالرغم من كونهم يتوقون للعودة لأحضان الوطن الأم للعيش حياة مستقرة مثلهم مثل باقي إخوانهم في المناطق الجنوبية للمملكة.

ويناشد صحراويو المخيمات المنتظم الدولي الى فضح سياسة الجارة الشرقية التي تحاصرهم منذ قرابة أربعة عقود من الزمن، ولا تزال حتّى هذا اليوم تبيع لهم الأوهام والسراب، كما يناشدون العالم وخاصة مجلس الأمن الدولي، والمنظمات الحقوقية للوقوف على حقيقة أحوالهم التي لم تعد تطاق.

معتبرين أنه لا يمكن لهم بأي حال من الأحوال أن يستمروا على ما هم عليه من حيث المتاجرة  بهم وبحياتهم ومستقبل أبنائهم في أسواق المساعدات الدولية، حيث أثبتت منظمات وجهات دولية أوروبية استمرار تلاعب قادة البوليزاريو بها، كالتقرير السنوي لمكتب مكافحة الغش و الفساد في الاتحاد الأوروبي مثلا.

        وللتعبير عن رفض هده الوضعية المزرية التي تعيشها تقوم الساكنة بحركات احتجاجية كلما سنحت الظروف والأقدار في الخروج للتعبير عن رفضها لجبهة البوليساريو التي لا تعتبرها جهة تمثلهم جملة وتفصيلا. هناك حراك قوي داخل وخارج مخيمات العار، حركات رفض تام للقيادات التي تتحرك “بالروموت كونترول” انطلاقا من قصر المرداية. وهي حركات شبابية تحمل شعار التغيير نحو مستقبل أفضل، ولا يخفي العديد منها دعمه القوي لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب مند سنة 2007 بعد جمود خيم على مسار القضية منذ تدخل الأمم المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار سنة 1991م ، وتعنت جبهة البوليزاريو وتمسكها بالاستفتاء الذي أكدت كل التجارب والمراقبين والمبعوثين الأمميين الدوليين استحالة تنظيمه.

      وفي هذا الصدد يذكر أنّ الحركات الشبابية الصحراوية الرافضة لقبضة البوليساريو الحديدية على المخيمات كثيرة، بل وتزداد كلما زاد تضييق الخناق على تحركها وكلّما كثر قمعها، وهي تطالب بمحاسبة الفاسدين والمفسدين، وإعادة المليارات المنهوبة من المساعدات، ولولا القمع المستمر وسياسة تكميم الأفواه، والتعتيم الإعلامي المضروب على المخيمات، لعرف العالم كل الحقيقة وبأدق  تفاصيلها لما يجري بتلك المخيمات. إذ لا وجود بتاتا لوسائل إعلام حرة وحقيقية ونزيهة، إلا ما يتم نقله عن الجبهة؛ وبالتالي فلا تصل الصورة الحقيقية المعبرة عن أوضاعهم داخل المخيمات، إلا من خلال التسريبات، كما يصف ذلك بعض النشطاء الحقوقيين منهم.

       انّ المناخ قد أصبح جد مشحون ومضطرب وذلك بعد رحيل محمد عبد العزيز المراكشي… ومما زاد من حدة الوضعية اختراق الجماعات المسلحة لمخيمات تندوف التي جعلتها مشتلا لجلب الإرهابيين وتجنيدهم في صفوفها، وفي ظلّ تصاعد احتجاجات سكانها ضد القهر والظلم والفساد ، مما أدى بالجبهة  الهلامية إلى ضرب طوق عسكري على  المخيمات  خوفا من نزوح جماعي للصحراويين نحو المغرب، وهو ما ينتظره المحتجزين لمدة طويلة مما سيجعل المخيمات فارغة وستنمحي الأسطورة الوهمية للبوليساريو إلى الأبد وهدا هو مصير الديكتاتوريات عبر التاريخ في العالم باسره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *