طب وصحة

التوهم المرضي يزيد الإصابة بأمراض القلب بحوالي 70%

يُمكن لهذا أن يضرّ صحتك حقاً

بعض الأشخاص -حتى الأقوياء والأصحاء منهم- مقتنعون تماماً بأن المرض ينتظرهم عند قارعة الطريق.

وفق ما نشرت صحيفة Time، يُعاني 5 إلى 10% من الناس الهوس حيال صحتهم، مما يعني أنّهم مهووسون بأفكارٍ متعلّقة بالإصابة بالأمراض، أو تفاديها.

لكن المثير للسخرية أن دراسة نُشرت في مجلة BMJ Open تُظهر أن هذا النوع من القلق يزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب بنحو 70%.

تقول لاين إدين بيرج، باحثةٌ بجامعة بيرجن ومستشفى جامعة ساندفيكين بالنرويج: “الطريقة التي نُعالج بها هؤلاء الأشخاص تتمثّل في أن نقول لهم: الأمر ليس خطيراً، إنه مجرّد توتر، استمر في حياتك. لكننا لا نعرف الآن حقاً أن هناك آثاراً جانبية بمرور الوقت للتعايش مع القلق بشأن الصحّة”.

لاكتشاف ذلك، حلّلت بيرج وزملاؤها بيانات أكثر من 7 آلاف شخصٍ في دراسة نرويجية طويلة المدى.

هؤلاء الأشخاص أجابوا عن أسئلة استطلاعات عدة وكانوا قد خضعوا للفحص الطبي عام 1997، وتم تقييمهم كذلك على مقياسٍ للقلق بشأن الصحة.

يُمكن للأعراض أن تبدو تافهة، لكن أكثر صورها تطرفاً هو التوهم المرضي، الذي يقتنع الشخص فيه تماماً بأنه يُعاني مرضاً غير مشخّص.

تتبع الباحثون صحة القلب عند المشاركين في الدراسة عن طريق دراسة بيانات المستشفيات الوطنية والوفيات خلال عام 2009.

في هذه الأعوام الاثني عشر، أصيب نحو 3% من الأشخاص بمرضٍ في القلب -يتضمّن الإصابة بأزمات قلبية- لكن النسبة ارتفعت إلى 6% عند المُصابين بالقلق بشأن الصحة.

تقول بيرج، وجدنا أن هناك ارتباطاً قوياً بشكلٍ مفاجئ بين مستويات القلق ومخاطر الإصابة بالأمراض الناتجة عن نقص وصول الدم للقلب وتسمى أمراض القلب الإقفارية.

حتى عندما قسّم الباحثون الأشخاص بناءً على عوامل الإصابة بالأمراض القلبية، وجدوا زيادة بنسبة 70% في خطر الإصابة بأمراض القلب الإقفارية في أعوام المتابعة.

يتطلب الأمر المزيد من الأبحاث لتحديد مدى الأثر الذي يُحدثه القلق بشأن الصحة، أو القلق بشكلٍ عام، والذي تم ربطه أيضاً بمشاكل القلب في أبحاثٍ سابقة.

تأخذ بيرج القلق بشأن الصحة على محمل الجد الآن، عن طريق تشجيع الناس على تلقي العلاج من خلال العلاج النفسي الإدراكي، وحث المحترفين على فعل المثل.

وتقول: “نعرف الآن أن الأمر ربما تكون له بعض العواقب الوخيمة على المدى الطويل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *