ثقافة وفن

“أسبوع السينما المغربية”..عندما تعكس السينما الوجه الآخر للعلاقات المغربية الإيفوارية

مثالية هي علاقات التعاون بين المغرب وكوت ديفوار، والتي ما فتئت تتعزز وتتوسع إلى مجالات شتى، آخرها زمنيا، “أسبوع السينما المغربية”، الذي اختتم أمس الاثنين بأبيدجان، وهو ما يؤكد مجددا أن التفاهم بين البلدين لم تنفصم عراه على مدى التاريخ.

وتوخى هذا الموعد، بما اشتمل عليه من عروض سينمائية، أن يكون مناسبة يلتقي خلالها المغاربة بنظرائهم الايفواريين لتقاسم تجاربهم وتبادل وجهات النظر، وأيضا الشروع في التخطيط لإقامة تعاون على مستوى الإنتاج يكون في مستوى عمق التدفقات الثقافية المغربية -الإيفوارية.

وعن الإنتاج المشترك، أشار السينمائي المغربي داوود أولاد السيد إلى أن أسبوع الفن السابع كان له الفضل في تقريب الإيفواريين من السينما المغربية ومن الرؤى الفنية للمخرجين المغاربة.

وقال داوود أولاد السيد، الذي شارك بفيلمه (الجامع)، إن المتلقين والمهنيين الإيفواريين كانوا مدعوين الى تذوق تجارب سينمائية غنية ومتنوعة، بدءا من فن الكوميديا وفيلم المؤلف، مرورا بالدراما وأجناس أخرى للفن السابع.

واعتبر أن برنامج هذا الأسبوع السينمائي اشتمل على اختيارات جيدة مفعمة بروح الابداع السينمائي الوطني، كان من شأنها أن تضع المخرجين السينمائيين الإيفواريين في قلب ما سيكون عليه التعاون المستقبلي بينهم وبين نظرائهم المغاربة.

ولهذا السبب يكتسي تنظيم أسابيع من هذا النوع بالنسبة لداوود أولاد السيد أهمية خاصة، لأنه “بخلاف مهرجانين أو ثلاثة مهرجانات حيث يلتقي السينمائيون الأفارقة في ما بينهم، ليس هناك من شيء يذكر”، ومن هنا تأتي، برأيه، أهمية تثمين هذا المشترك الذي يمكن أن ينسج المغرب وكوت ديفوار من خلاله نموذجا يحتذى.

الرأي نفسه عبر عنه مخرج مغربي آخر هو سعيد خلاف، حين قال، في تصريح مماثل، إن هذا الأسبوع كان مهما للغاية، لما أتاحه من مبادلات مكثفة بين ثقافتين وفضاءين سينمائيين مختلفين أحدهما للمغرب والآخر لكوت ديفوار.

وقال إنه شخصيا وجد “أجواء لطيفة واستعدادا طبيعيا لدى الأصدقاء الإيفواريين للتبادل والتعاون”، مضيفا أن السينمائيين المغاربة حضروا إلى هذا الموعد الفني بكوت ديفوار “لتقديم مساهمة متواضعة في سياسة التقارب والتعاون التي ما فتئ المغرب يدافع عنها باستمرار في علاقته بالدول الافريقية “.

التوجه ذاته عبر عنه المدير العام للمكتب الوطني للسينما بكوت ديفوار، فرانسوا ياوو، في تصريح مماثل أيضا، بقوله إن هذا اللقاء الفني والثقافي مثل وجها آخر من وجوه العلاقات المثالية المغربية الإيفوارية.

وأضاف أنه إذا كان المغرب حاضرا على الصعيد الاقتصادي بكوت ديفوار، فإن الأمر يتعلق هنا بالثقافة لتجديد تأكيد المتانة التي طبعت وميزت في كل الأزمنة العلاقات التي تربط بين البلدين والشعبين.

وعبر المسؤول الإيفواري عن سعادته بالتعاون الحثيث على نحو متزايد مع المركز السينمائي المغربي الذي اعتبره من “الهيئات الأكثر تنظيما في إفريقيا”، مشيرا الى أن التعاون مع المركز المغربي إيجابي للغاية بالنسبة للإيفواريين. وقال “إننا حريصون على الاستفادة من التجربة المغربية التي حلت ضيفة عندنا”.

وعلى نفس المنوال، لفت مدير مكتب وزير الثقافة والفرنكوفونية، ديمبلي فوسيني، إلى أن تنظيم أسابيع سينمائية بتناوب بين المغرب وكوت ديفوار تجسيد بليغ لكثافة الروابط المغربية الإيفوارية، وللمستوى النموذجي للعلاقات الدبلوماسية والاقتصادية.

وبالنسبة له، فإن لقاءات من هذا النوع من شأنها أن تمكن المهنيين في كل بلد من اكتشاف التجربة السينمائية للآخر، وهو ما يفتح آفاقا واسعة للتعاون بين مكونات الطرفين: مخرجون وممثلون ومنتجون ومدارس تكوين وغيرها.

وأضاف بالقول “نتوقع أن يشارك فنانون مغاربة في أعمال سينمائية ايفوارية، وأن يكون لفنانين إيفواريين فرص المشاركة في أعمال مغربية”.

وفق هذا الأفق، وبالزخم الممنوح لها من الطرفين، تكون الثقافة طرفا أساسيا في العلاقات المغربية الإيفوارية، وتتويجا طبيعيا للروابط الاقتصادية والديبلوماسية الممتازة التي حافظ عليها البلدان على مر السنين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *