متابعات

خبراء: أفريقيا محكوم عليها بالاندماج الاقتصادي لمواجهة تحديات التنمية

أكد مشاركون في النسخة الثانية للمنتدى الدولي ( أفريكا كونفيرجونس) ، التي التأمت أمس الخميس بالعاصمة الاقتصادية ، أن مواجهة التحديات التنموية بإفريقيا ، رهين بتعزيز الاندماج الاقتصادي ، وتقوية الحكامة . وفي هذا الصدد ، اعتبر مسؤولون وفاعلون اقتصاديون ، في تدخلاتهم ، خلال هذا المنتدى المنظم تحت شعار” الأبطال الجدد للجنوب ” ، أن القارة الإفريقية تعاني من وجود حدود جغرافية وذهنية ، تعوق عملية الاندماج بين بلدانها وشعوبها .

وتساءلوا في هذا السياق عن كيفية تدارك العجز في شقه المتعلق بعملية الاندماج الاقتصادي ، فضلا عن التغلب على الحواجز الجمركية ، التي تعد عاملا أساسيا في عدم قيام سوق كبيرة تمكن من بروز فاعلين جدد على مستوى القارة الإفريقية.

وفي هذا السياق ، شدد موسى مارا ( وزير أول سابق بمالي ) على ضرورة التخلص من الحدود السيكولوجية ، التي تعيق ، كما قال ، التقدم المشترك للقارة الإفريقية .

ودعا إلى مزيد من الاندماج الاقتصادي على مستوى القارة الإفريقية ، مشيرا إلى أن المنظمات الإقليمية تشكل أفضل وسيلة لتقوية الاندماج الاقتصادي بإفريقيا .

واعتبر أن تحقيق الازدهار المتقاسم يعد أفضل وسيلة لتجنب الحروب والنزاعات ، وقال في هذا السياق ” إذا كنا متحدين فلن تقع الحروب بيننا ” ، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي هو النموذج الذي يتعين الاحتذاء به .

ومن جهتها، أشارت ميليسا فليمين الناطقة باسم المفوضية السامية للاجئين ، إلى وجود علاقة بين الحدود، وظاهرة اللجوء التي غالبا ما تتم في صمت ، وهو ما يعيق التنمية .

وبعد أن لفتت في هذا السياق إلى أن عدد اللاجئين في العالم يمثل ما يعادل ساكنة المملكة المتحدة ، شددت على ضرورة توفير التعليم للأطفال اللاجئين ، وذلك من أجل تكوين أجيال مفيدة لبلدانها، والتي يمكن أن تساهم في الدفع بعجلة التنمية .

وأكدت أيضا على أهمية إدماج اللاجئين في النسيجين الاجتماعي والاقتصادي ، مبرزة في هذا الصدد الدور الذي يمكن أن تضطلع به المقاولات ، والتي يتعين عليها اعتبار اللاجئين بمثابة ” فرص اقتصادية “.

ومن جانبه اعتبر رجل الأعمال السوداني مو إبراهيم ، أن هناك تحديات ذات طابع تنموي تواجه القارة الإفريقية ، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الحكامة تضطلع بدور هام في تحقيق التنمية والإدماج الاجتماعي والاقتصادي .

وحسب إبراهيم ، فإن وسائل الإعلام الغربية تقدم في الغالب صورة مغلوطة عن القارة الإفريقية ، من خلال تركيزها على أشياء تافهة ، مشيرا بشكل خاص إلى أن الاعلام الغربي يخلط ، مثلا ، بين المهاجر واللاجىء.

وقال إن حل مشاكل الهجرة بالقارة الإفريقية وتعزيز الحكامة ، يمكنها المساهمة في إخراج الشعوب الإفريقية من التخلف .

ونوقشت خلال المنتدى ، الذي نظمته ( لاتريبون أفريك ) الشهرية الاقتصادية التي تعد مرجعا بالنسبة لإفريقيا الفرنكفونية ، جوانب أخرى تتعلق بالتنمية والحدود .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *