المغرب الكبير

مختصون يقاربون تداعيات التودد الجزائري لإيران

هنأت الجزائر إيران، عبر رسالة بعث بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للرئيس الإيراني حسن روحاني، بمناسبة احتفال بلاده بالذكرى الـ39 لما يسمى “الثورة الإسلامية الإيرانية”، تضمنت دعوة إلى “تعزيز العلاقات بين البلدين”

وجاء في برقية الرئيس بوتفليقة الأخيرة: “ولا يفوتني أن أجدد، من خلالكم، تمنياتي الأخوية ومشاعر مودتي لأخي العزيز سماحة القائد آية الله علي خامنئي”.

رسالة المجاملة هاته لم تكن سوى رد على كلمات مجاملة ممثالة من الرئيس الإيراني، حسن روحاني، كان قد صرح بها خلال استقباله رئيس البرلمان الجزائري، السعيد بوحجة، الشهر الماضي، وحث فيها على “بذل الجهود لتعزيز وتطوير العلاقات والتعاون الثنائي في كافة المجالات”.

فماذا تعني هذه الرسائل المتبادلة؟ وهل هناك رسائل مضمرة بين سطورها؟ وهل تغامر الجزائر بعلاقاتها الدولية باختيارها التقارب مع إيران؟

بوزيدي: سيُفرز التقارب ارتدادات

لئن تطابقت قراءات المحللين في تفسير الرسائل المتبادلة بين الطرفين، معتبرة أنها لا تخرج عن نطاق الأعراف الدبلوماسية، فإن أبعاد العلاقة كانت نقطة تباين بينهم.

وفي هذا الإطار، يقول الباحث في الشؤون الإيرانية، يحي بوزيدي، إن “هناك تقاطعا كبيرا وتوافقا بين البلدين إزاء الكثير من القضايا الإقليمية والدولية لعلّ أبرزها الأزمة السورية”.

وقد تعزز ذلك، بحسب بوزيدي، “بعد الإنتكاسة التي عرفتها الانتفاضات الشعبية الأخيرة في عدة مدن إيرانية، منذ منتصف القرن الماضي”.

وهنا يتوقع بوزيدي، أن يكون للتقارب الجزائري والإيراني كلفة على علاقات الجزائر الدولية، إذ يرى أن تطوير العلاقات مع إيران سيفرز ارتدادات على مستوى علاقات الجزائر بدول أخرى، خاصة الإقليمية منها.

وفي هذا الصدد، يستشهد الباحث ذاته بتصاعد التوتّر بين الجزائر والمملكة العربية السعودية، إبان تطورات عملية “عاصفة الحزم” العسكرية الموجهة ضد الحوثيين في اليمن، والتحالف الإسلامي الذي أعلنته السعودية سابقا مع دول عربية وإسلامية.

غير أن يحي بوزيدي يستدرك موضحا أن الجزائر تحافظ، رغم ذلك، على المسافة ذاتها من مختلف الأطراف، “تناسقا مع مبادئ سياستها الخارجية المعروفة عنها”، حسبه.

فلاحي: دول تحتاج وساطة الجزائر

وإذا كان بوزيدي يرى أن تطوير العلاقات مع إيران سيؤثر على مستقبل العلاقات الجزائرية مع بعض الدول، يتبنى الباحث في الشؤون الإسلامية، عند فلاحي، رأيا معاكسا.

ويستند فلاحي في حديثه إلى فكرة أن “الجزائر حريصة دوما أن تكون متوازنة في علاقاتها مع الدول، على الرغم من تمّوقعها في محور الممانعة”.

ويقول فلاحي، إن “الجزائر عملية في تعاملاتها مع محور الممانعة والشيء نفسه مع محور السعودية”.

ووفق منظور الباحث، “لا يمكن المزايدة على الجزائر في علاقتها بإيران”، ذلك أن دولا أخرى مثل تركيا والإمارات تربطها علاقات أقوى مع إيران مقارنة مع الجزائر، وفق قوله.

“أحيانا، تحتاج بعض الدول المصطفة في المحور المعادي لمحور الممانعة، لوساطة الجزائر في تبليغ بعض الرسائل لإيران، حتى وإن كان لا يُكشف عن هذه الرسائل للرأي العام”، يستطرد الباحث ذاته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *