المغرب الكبير

صحف موريتانية: “ولاية ثالثة” للرئيس ولد عبد العزيز تثير جدلا كبيرا

اهتمت الصحف الموريتانية، على الخصوص، بتصاعد الجدل الذي أثارته تصريحات الناطق الرسمي باسم الحكومة حول بقاء الرئيس محمد ولد عبد العزيز في السلطة بعد انتهاء ولايته الثانية، منتصف السنة المقبلة.

وكتبت، في هذا الصدد، أن لفيفا من المحامين أعد عريضة لرفع دعوى قضائية أمام المحاكم ضد الناطق الرسمي باسم الحكومة، محمد الامين ولد الشيخ، على خلفية تصريحاته التي وصف فيها من يعتقدون بأن رئيس الجمهورية سيرحل بعد أشهر ب”الواهمين”.

وأضافت أن تلك التصريحات أثارت جدلا واسعا، واعتبرها البعض تحريضا على خرق الدستور، بينما ترى أوساط أخرى أن الوزير اختار كلماته بعناية، على اعتبار أنه لم ينطق بأن الرئيس سيترشح لمأمورية ثالثة “غير دستورية”، وإنما قال إنه سيبقى في السلطة.

وعبرت عن اعتقادها بأن الدعوى المزمع رفعها هي بتكليف من منتدى المعارضة الموريتانية الذي طالبت بعض قياداته بمحاكمة الوزير، مشيرة إلى أن أولئك الذين يوقعون عريضة للمطالبة بمحاكمته يفعلون ذلك “في عاصمة كل عمود فيها يحمل دعوة صريحة لخرق الدستور برعاية رسمية وبدعم من المجموعة الحضرية التي توفر العمال والرافعات والحيز الجغرافي للقائمين على الدعوة لتمزيق الدستور بفرض مأمورية ثالثة”.

وأشارت إلى أن المتتبع لمستوى ردة فعل البعض على تصريحات الناطق الرسمي باسم الحكومة يخيل إليه أنه “نطق بما لم يسبق إليه أحد، والحقيقة غير ذلك، فجدل بقاء ولد عبد العزيز، أو مغادرته مع انتهاء مأموريته الثانية جدل قديم، وتصريحات الرئيس بهذا الخصوص تتدحرج أحيانا من نفي البقاء بعد المأمورية الحالية، إلى الغموض المتعمد، لتصل أحيانا حد التلميح بالبقاء، إذا لا جديد قاله الناطق باسم الحكومة هذه المرة يستدعي كل هذه الضجة”.

وتابعت أن مسؤولين رسميين لا يترددون في المطالبة جهارا ببقاء ولد عبد العزيز في السلطة، ولم ي جابهوا بهذا المستوى من “التعنيف السياسي” الذي قوبل به الناطق الرسمي باسم الحكومة هذه المرة، معتبرة أن “من يتحاملون على الناطق باسم الحكومة، ويحملونه مسؤولية هاجس بقاء الرئيس ولد عبد العزيز في السلطة، هم في الحقيقة يتعمدون مغالطة الجميع، فالكل يدرك أنه ما كان له أن ينطق بكلمة تتعلق بموضوع المأمورية الرئاسية بدون تعليمات قطعية الدلالة لا تقبل التأويل”.

ولاحظت الصحف أن الناطق باسم الحكومة لم يقل أبدا إن الرئيس ولد عبد العزيز سيترشح لمأمورية ثالثة، بل قال إنه سيبقى في السلطة بعد السنة المقبلة، علما بأنه كان بإمكانه أن يقول إن ولد عبد العزيز سيترشح مجددا، “لكنه اختار كلماته بعناية، ولم يذكر مطلقا كلمة ترشح، وكأنه يشير إلى سيناريو لا يعلمه الجميع حتى الآن، خاصة عندما قال: الأيام المقبلة ستثبت ذلك”.

وقالت إن تبني المعارضة الموريتانية ما تقول إنه دور لها في منع ولد عبد العزيز من الترشح لمأمورية ثالثة، وإيمانها به، يبدو أنه مجرد أحلام “بدليل أنهم يسوقون دورهم في منع الرئيس من الترشح، لكن ما أن يتحدث أي مسؤول عن بقاء الرئيس في السلطة حتى تقوم قيامتهم قائلين هذا معناه أن الرئيس ينوي الترشح، ويوعز للمسؤولين ببث وبعث الرسائل بذلك”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *