انطلقت مساء أمس ،الجمعة ، بمدينة بيوكرى بإقليم اشتوكة أيت باها ، فعاليات تظاهرة “المنتدى الأمازيغي” ( أزا فوروم) ، الذي ينظم من طرف حزب التجمع الوطني للأحرار ، تخليدا للذكرى 17 لخطاب الملك محمد السادس في أجدير بإقليم خنيفرة.
وقد أشرف على افتتاح هذا الملتقى ،الذي تستمر أشغاله على مدى ثلاثة أيام ، عزيز أخنوش، رئيس الحزب ،الذي ذكر في كلمة له بالمناسبة بمضامين الخطاب التاريخي لاجدير، الذي اعطى الطابع الرسمي للغة الامازيغية، مسجلا أن الثقافة الامازيغية تشكل جزءا لا يتجزأ من الهوية المغربية المتعددة الروافد والمكونات.
وأكد أن حزب التجمع الوطني للأحرار سيعمل على ترسيخ هذه التظاهرة كمحطة سنوية للوقوف على حصيلة مسار مسلسل تفعيل الطابع الرسمي للامازيغية، وادماجها في الحياة العامة، إلى جانب سعيه لإطلاق تجربة سياسية جادة في التفعيل المؤسساتي والمجالي للطابع الرسمي للامازيغية، وتشجيع المبدعين والمفكرين والباحثين وكل الفاعلين في حقل النهوض بالأمازيغية ، وذلك من خلال خلق تقليد سنوي يتمثل في إطلاق الجائزة التجمعية للامازيغية.
وتميزت اشغال المنتدى في يومه الأول بتنظيم ندوة انصبت المداخلات التي ألقيت فيها على تقديم مدخل نظري وتاريخي خصص لتسليط الضوء على العلاقة بين الحركة الامازيغية والاحزاب السياسية، قبل الاستقلال وبعده ، حيث جاء في الندوة أن هذه العلاقة بقيت متأرجحة بين النظرة السلبية والتأويل، كما بقيت القضية الأمازيغية ورقة تحركها المصالح ، الى حدود سنة 2001 حيث جاء الخطاب التاريخي الذي اعطاها الطابع الرسمي.
وأشار المتدخلون إلى أن الأمازيغية انتقلت بذلك من الاقصاء الى الاعتراف الرسمي ،حيث عاشت نوعا من الدينامية التصاعدية من 2001 الى 2008 ، الا انه منذ هذا التاريخ ، حسب تدخلات المحاضرين، عرفت بعض التراجع كما يعكس ذلك ، بالخصوص ، مسلسل التنزيل الرسمي للأمازيغية، ووضعيتها في وسائل الاعلام.
للإشارة ، فقد شكلت مناسبة انطلاق اشغال “المنتدى الأمازيغي” فرصة اطلع خلالها رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار على نسخة من القانون الاساسي للحزب باللغة الامازيغية ، كما اطلع على البريد الالكتروني الخاص بالترجمة الى الامازيغية .
ويروم الحزب من خلال تنظيم هذا الملتقى إلى جعل ذكرى الخطاب الملكي بأجدير، “محطة سنوية بالنسبة لهذا التنظيم السياسي للوقوف على حصيلة مسار مسلسل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وإدماجها في الحياة العامة ، إلى جانب خلق فضاء للنقاش بين مختلف الفاعلين في مواضيع تهم حماية اللغة والثقافة الأمازيغيتين ، ووضع مشاريع مخططات لتنميتها”.