المغرب الكبير

تقرير: تقارب إيراني موريتاني جزائري لمحاصرة المغرب وإسرائيل

نشر المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية- وحدة الدراسات العربية والإقليمية، تقريرا تحت عنوان “دوافع وأهداف التقارب الإيراني الموريتاني”، واعتبر فيه أن “التقارب بين الجزائر وإيران، هدفه محاولة تطويق المغرب وإسرائيل وكبح تحركاتهما في المنطقة، ومن جهة أخرى رأى أن تحرك طهران نحو موريتانيا، يهدف إلى تعزيز نفوذها في منطقة الساحل والصحراء”.

وأفاد التقرير أن “تطور العلاقات الموريتانية الإيرانية لم يأت من العدم، بل يتزامن مع جملة من المتغيرات المُحفّزة لهذا التقارب، من بينها التراجع النسبي في العلاقات المغربية الموريتانية”، وتابع “هناك حالة من الفتور في علاقات الرباط ونواكشوط راجعة بالأساس لموقف موريتانيا من قضية الصحراء، والاستقطاب الراهن لصالح الجزائر في ظل الشواغل الأمنية المشتركة من بوابة الحدود الجنوبية، كما تبرز زيارات قيادات جبهة البوليساريو مثلما هو الحال بالنسبة لزيارة مسؤول الجبهة عمر منصور إلى موريتانيا مطلع أكتوبر من عام 2022، إضافة إلى استقبال الرئيس ولد الغزواني لـمحمد سالم ولد السالك ممثل جبهة البوليساريو في مارس المنصرم”، كل ذلك هو مؤشر عن ذلك الاصطفاف،ما يعكس -حسب التقرير-، حالة الفتور في العلاقات المغربية الموريتانية، وهو هامش مناورة استطاعت أن توّظفه إيران بصورة كبيرة لصالح تواجدها.

ويرى التقرير أن “التحركات الإيرانية تجاه موريتانيا تهدف أساسا إلى تشبيك العلاقات المتجذرة مع الجزائر، وفتح شراكات مستجدة مع موريتانيا بغرض إحداث اختراق لتلك البيئة الجغرافية الهامة في منطقة الساحل والصحراء؛ وليس هذا فحسب بل يمتد تطلعها إلى تعظيم مكاسبها من حالة التخبط والإرباك داخل الساحل والصحراء من أجل إحداث اختراق مماثل في غرب إفريقيا، ضمن الجهود الاستباقية الذي تتحرك في خضمه طهران للتحكم في الوضع داخل تلك المنطقة، على ضوء التعقيدات الصعبة في تلك المنطقة وتراجع مستوى ملف الأمن والتعاون العسكري، في إطار تراجع القوى العسكرية الغربية المتواجدة وفي مقدمتها فرنسا، في ظل انشغالها بالصراع الدائر بين أوكرانيا وروسيا”.

واعتبر التقرير، أنه “لعل مؤشرات ذلك برّزت في الجولة التي قام بها وزير الخارجية الإيراني قبيل زيارة موريتانيا؛ إذ أنه قام بزيارة كل من مالي والنيجر وتشاد وبوركينافاسو، مما يعزز من الطّرح الخاص بمساعي إيران لفتح مجالات نفوذ جديدة في تلك المنطقة، بالاستناد إلى حليفها الاستراتيجي (الجزائر)، للقيام بدور أكبر في تلك المنطقة التي تشهد هشاشة أمنية.

وجاء في التقرير، أن “من بين أهداف التحركات الإيرانية تجاه موريتانيا، هو موازنة التعاون الاستراتيجي الإسرائيلي المغربي، حيث منذ استئناف العلاقات الإسرائيلية المغربية وما تبعها من تطورات نوعية في القطاعات الأمنية والاستخباراتية والعسكرية وكذلك الاقتصادية، بات هناك تحرك إيراني متنام في تلك الدائرة، الأمر الذي يفتح المجال أمام نقل دائرة الصراع داخل تلك الدائرة، خاصةً وأنها تحوّلت لبنك أهداف إيراني- إسرائيلي، وتغييرًا تكتيكًا يؤشر إلى إعادة النظر في الأبعاد الاستراتيجية لمواجهة تل أبيب في إطار الحرب بالوكالة”.

وورد في التقرير، أن “هناك محور استراتيجي ووظيفي بات يُشكل في الحيز الشمالي لإفريقيا دعائمه إيران والجزائر ومؤخرًا موريتانيا، تستهدف كل طرف تحقيق مصالحها، فتتقارب طهران والجزائر في حتمية تطويق المغرب وإسرائيل وعدم ترك الساحة أمام تحركاتهما، بينما تأتي مصالح موريتانيا في تعزيز قدراتها الأمنية والتسليحية انتقالاً للدور المستجد الذي ستحظى به كدولة شريكة للناتو في معالجة القضايا الأمنية داخل منطقة الساحل والصحراء، كما أنه من المحتمل أن تتزايد وتيرة العلاقات الإيرانية بالدائرة الموريتانية وكذلك حيزها المتلاصق في عمق الساحل والصحراء مثلما هو الحال بالنسبة للنيجر وتشاد وبوركينافاسو ومالي.

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *