مجتمع

عطوان: الإعلام تخلى عن دوره وصار وسيلة للتحريض

أوضح الصحفي والكاتب الفلسطيني، عبد الباري عطوان، أن دور الإعلام لم يعد منحصرا فقط في كونه وسيلة لتقديم المعلومة الإعلامية، بل صار أيضا وسيلة للتحريض والتجنيد والتعبئة والحشد وتوجيه الأجيال.

واعتبر عطوان أننا حاليا “نعيش ثورة إعلامية حقيقية لا يمكن لأحد التنبؤ بمآلاتها، ما بين من يقول إنها ثورة معرفية ضخمة جدا، ومن يقول إنها فوضى من الصعب التحكم فيها وعلاج سلبياتها”، مضيفا أن تقديرات دولية متخصصة تشير إلى بداية انقراض الصحافة الورقية ما بين 2020 و2022 باستثناء الصحافة الورقية الحكومية التابعة للجهات الرسمية.

وقال عطوان، في مشاركة له في محاضرة “السياسة والإعلام بين التفاعل والتأثير” التي نظمتها شبكة “مغرب التنمية” بفرنسا، يوم السبت، إن المواطن أصبحت لديه القدرة للتأسيس لصحافة المواطن، بحيث صار بإمكانه، وعبر التويتر والفايسبوك مثلا، التعبير عن مواقفه وقناعاته وانتقاد كل الجهات بحرية تامة ودون مراعاة للضوابط الإعلامية والمهنية.

وفي نفس السياق أضاف عطوان أن تقديرات أخرى في أمريكا وأوربا تشير إلى أن التلفزيونات التي تعتمد على العامل التجاري والإعلانات أمامها ما بين 5 إلى 7 سنوات لتضمحل لحساب اليوتوب والآيباد والسمارت فون، وما إلى ذلك من القنوات الحديثة لنقل الخبر كالفايس وتويتر.

وخلص عطوان إلى أن الوضع الجديد بدأ ينعكس تماما على الوضع السياسي، وأن ما كان في الماضي من مطالبة الصحفي للسياسي بالمعلومة وتحديد السياسي الأجندة الإعلامية للصحفي انقلب تماما، وصار الصحافي هو من يحدد أجندة السياسي ويتحكم فيها، حيث انتهت دكتاتورية السياسي لصالح ما يمكن نعته اليوم بدكتاتورية الصحفي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *