خارج الحدود

قمر بالمشتري يتشابه مع الأرض في الحركة الجيولوجية ووجود المياه‎

بينت دراسة علمية نشرت الاحد في مجلة نيتشر جيوساينس ان قمر “اوروبا” احد اقمار كوكب المشتري، يتكون من صفائح تكتونية كالتي يتكون منها كوكب الارض.

وتأتي هذه الدراسة بعد دراسات سابقة اشارت الى احتوائه على كميات كبيرة من المياه تجعله متشابها في بعض المزايا مع كوكب الارض.

ومن المعلوم ان القارات التي تشكل المساحة اليابسة من سطح كوكب الارض ترتكز على صفائح يسميها العلماء الصفائح التكتونية، وهي تتحرك بشكل مستمر، وتتصادم فيما بينها مسببة الزلازل.

وقمر “اوروبا” المتجمد هو احد الاجرام التي تدور حول كوكب المشتري الغازي الضخم، اكبر كواكب المجموعة الشمسية، علما ان الكوكب الغازي هو كوكب ذو نواة صخرية ضخمة تؤدي جاذبيته الكبيرة الى تجمع الغازات بشكل كثيف حول سطحه.

ويعتقد العلماء ان سطح “اوروبا” هو من الاحدث تكوينا بين أجرام المجموعة الشمسية. وهو ذو سطح أملس متعرج تشوبه بعض التشققات والكتل الجليدية.

وفي دراسة سابقة في العام 2011، اوضح باحثون ان هذه الطوبوغرافيا غير المألوفة بين الأجرام الجليدية تفسر بظاهرة “الارض الفوضوية” التي ترصد على الارض وتتسبب بها تفاعلات بين الجليد ودفعات المياه الساخن.

والقمر اوروبا هو جرم حي من الناحية الجيولوجية، اذ ان الصفائح التكتونية فيه تتداخل في ما بينها وتغوص الواحدة تحت الاخرى. وهذه الظواهر تؤدي الى اعادة ادخال اجزاء من سطحه الى داخل القشرة الجليدية، بحسب ما شرح معدو الدراسة الباحثون في جامعة جونز هوبكينز الاميركية.

واظهرت دراسات علمية سابقة ان “اوروبا” يحوي تحت طبقة الجليد محيطا داخليا من المياه السائلة مع انه لم يرصد مباشرة حتى الان. ويتساءل العلماء عن امكانية ان يكون في هذا المحيط أشكال ما من الحياة.

وكشفت صور لاوروبا نقلتها المركبة الاميركية “غاليليو” خلال استكشافها للمشتري واقماره (1995-2003) عن سطح تتخلله تصدعات وجليد غير مستو.

وارتكز معدو الدراسة على تلك الصور لرسم خارطة لمساحة من القمر اوروبا تمتد على 134 الف كيلومتر مربع. وقد تكون مساحة 20 الف كيلومتر مربع منها قد غاصت داخل القشرة الجليدية، بحسب ما تبين دراستهم.

وقال العلماء “قد يكون القمر اوروبا الجرم الوحيد في المجموعة الشمسية، عدا عن كوكب الارض، الذي تتحرك داخل سطحه صفائح تكتونية”.

وتنوي وكالة الفضاء الاوروبية (ايسا) ارسال مسبار في العام 2022 لاستكشاف اقمار المشتري الجليدية. وسيدرس مسبار “جوس” (جوبيتر آيسي مون اكسبلورير) خصوصا اوروبا غانيميد وكاليستو التي يعتقد انها تحوي محيطات داخلية. وتركز المهمة على رصد اثار للحياة.

ولن يحط “جوس” على اقمار المشتري لكنه سيستخدم اجهزة رادار لرصد ما في باطن هذه الاقمار.

وفي حال اطلق المسبار “جوس” في 2022 فهو لن يصل الى المشتري الا بعد ثماني سنوات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *