متابعات

«صفقة» مخيمات تندوف…. عندما تنتهك أبسط الحقوق

لاتزال أخبار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان تتوالى تباعا من مخيمات تندوف، لتسطر هذه الأخبار واحدة من أفظع القصص المؤلمة في حق اللاجئين المحتجزين بتندوف، ومن بين قصص هذه التجاوزات، «صفقة» مهينة وخارج سياق حقوق الإنسان وحفظ الكرامة البشرية، فقد أقدمت جبهة البوليساريو  على إجبار معتقلي اﻻحتجاجات الأخيرة التي شهدتها المخيمات على التوقيع على تعهد بتنازلهم عن حقهم في متابعة من اعتدى عليهم من الأجهزة الأمنية، وكذا التنازل لفائدة القيادات المتنفذة التي أصدرت أوامر الاعتقال والتعذيب وذلك مقابل اﻻفراج عنهم.

يذكر أن المعتقلين مضى على اعتقالهم التعسفي قرابة الشهر، كما لم توجه اليهم أية تهمة ولم يقدموا لأية محاكمة في مخالفة صارخة لأبسط حقوق الإنسان.

و الجدير بالذكر أنه منذ شهر انطلقت احتجاجات قوية في مخيمات اللاجئين الصحراويين، جابهتها قيادة البوليساريو بقمع وعنف مفرط تسبب في العديد من الإصابات بين المتظاهرين وصل بعضها لدرجة العاهة المستديمة ، كما اعتقل على إثر ذلك ازيد من 20 متظاهرا. وحسب متتبعين صحراويين فإن هذه « الصفقة» الحاطة من الكرامة الإنسانية، تنم عن أن عقلية تدبير شؤون المخيمات من طرف مجموعة الرابوني يحكمها هاجس التحكم والسيطرة والخوف من اتساع رقعة الاحتجاجات، حيث أصبحت الأوضاع بمخيمات تندوف يوما بعد يوم  قابلة للانفجار في أية لحظة.

وأضاف ذات المتتيعين أن قيادة الرابوني عودتنا على اللجوء إلى العنف والقمع المفرط لمواجهة الأزمات الداخلية التي تعيشها الجمهورية الوهمية الصحراوية، ولعل تواتر سلسلة الأحداث التى تعيشها داخليا خاصة تأجج احتجاج شباب التغيير مرورا بفقدان زعماء الورق لكل مصداقية مع قضايا الفساد الذي انفضح أمر تورطهم فيها من تلاعب واسترزاق من المساعدات الموجهة لأبناء الصحراء، وصولا إلى الصراع الخفي الذي يدور في كواليس الرابوني حول طريقة معالجة هذه الأزمات، كل هذه الأمور أجبرت، الطغمة تلك، على الهروب الى الامام واللجوء إلى إمضاء التزامات من قبل ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وذويهم على التنازل عن متابعة المسؤولين عن هته الانتهاكات.

مضيفين أنه مع كل معطى جديد حول الوضع في المخيمات التي ما فتئت تعيش على نار مشتعلة ، يتأكد يوما بعد آخر أن قيادة البوليساريو تعيش آخر أيامها وبأن تحقيق حلم ولي نعمتها الجزائر. بدأ يتبدد ومعه أطروحة الانفصال وبأن ابناء الصحراء المغربية المغرر بهم، فهموا اللعبة و ينتظرون الفرصة للعودة إللى أحضان الوطن الأم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *