متابعات

اليوم العالمي لحقوق الإنسان بتندوف .. عيد بأي حال عدت يا عيد؟

في الوقت الذي يتطلع فيه المحتجزون بالمخيمات، بمن فيهم من لا يزال يجري وراء السراب أن تعدل القيادة الفاسدة والمتسلطة للبوليساريو، خاصة بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، عن الانتهاكات لأبسط حقوقهم حيث أصبحت “اللاآت” الرافضة للوضع المهين لكرامتهم هي اللفظ المسيطر، أبت قيادة الرابوني إلا أن تخيب آمال الصحراويين خاصة الشباب منهم، إذ زجت بهم للثأثيت لمزايدة جديدة من مزايداتها والتي كلما ضاق الخناق عليها تلجأ إليه ألا وهوالتلويح باللجوء الى حمل السلاح في خطوة للهروب إلى الأمام وصرف الرأي العام الصحراوي عن قضاياه الفعلية الملحة.

يقول أحد الشباب الصحراوي من داخل المخيمات: ” لقد استبشرنا خيرا بعقد دورة من المفروض أن تكون مجالا خصبا لتبادل الأفكار والتجارب، وفضاءا للتكوين البناء ومراجعة القيادة لمواقفها المتعلقة بحقوق الانسان في المخيمات خصوصا أنه اختير للدورة شعار “المقاومة السلمية حق الشعب الصحراوي” وما تحمله الجملة من معاني سامية وأهداف راقية ونبيلة تتماشى مع المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، لكن وقع الخيبة كان صادما حيث اصطدم « الرفاق» بواقع مناقض لهذا الشعار الزائف الذي كان في الواقع مجرد تضليل و مطية لتحقيق غايات أخرى كبيرة ومعقدة ومتطلباتها كثيرة”.

يضيف نفس الشاب : “انطلق من مطار الدار البيضاء في يوم 25 نونبر 2014 وفد من الشباب ليحطوا الرحال بمطار الهواري بومدين بالجزائر العاصمة، كلهم أمل، مستبشرين خيرا من زيارتهم لكن ما لبثوا أن استفاقوا من حلم اليقظة حيث عاش المسافرون ما يقارب الأسبوعين على التوالي في “قفار الحمادة”، متقاسمين قساوة المناخ والأرض مع من تبقى مما يسمونهم ” الجيش الشعبي الصحراوي” الذي يعاني الأمرين في رباطه على الحدود في “النواحي العسكرية للجمهورية الصحراوية” لحضور استعراضات عسكرية نجهل المغزى الحقيقي منها، سوى الرسائل المشفرة التي تريد قيادة البوليساريو إيصالها للمغرب. لكن مع ذلك يحق لنا كشباب صحراوي أن نتساءل ماهي الإضافة التي تقدمها هذه الاستعراضات… باعتبارها مجرد استعراض للعضلات لن تفيد الشباب والوفد المشارك خصوصا العنصر النسوي الذي انتابه شعور غريب ممزوج بالخوف والهلع”.

“إن استعراض العضلات العسكرية إنما يكشف عن ضعف الأساس الأخلاقي أو الرؤية أكثر مما يعكس قوة صاحبها، فهذا غيض من فيض، فالقيادة الهرمة فقدت البوصلة وتاهت في محيطها المظلم وفقدت التركيز والتخطيط المحكم ومسايرة تطورات العالم، وأصبحت تغرد خارج السرب، لأن همها الوحيد والأوحد كان ولايزال هو الاستجداء ب « القضية » والاغتناء على حساب معاناة وإحباط آمال شباب صحراوي لم يعد يعير أدنى اهتمام لقيادة نكرة”.

“من العيب أن يحتفل العالم باليوم العالمي لحقوق الإنسان ونحن يمر علينا مرور الكرام ، في صمت رهيب”، تقول إحدى الشابات الصحراويات، “بل الأدهى أن نقوم بمناورات عسكرية وقاموسنا لايوجد فيه سوى مصطلحات العنف والحرب، سقطت منه جل ألفاظ السلم والتعايش ليتضح لنا بالملموس أن قيادة الرابوني ترى في “شعبها” ذاك الجسر الذي يوصلها لأهدافها الشخصية الضيقة، وأن آخر ما يفكرون فيه هو توفير سبل العيش الكريم والأمن والاستقرار لهذا الشعب الذي ضحى بسنوات السعادة ومنه من رضي على نفسه العيش في حياة البؤس والتشرد على أمل تعويض ما فاتهم في الحياة”، لكن زعماءنا، تضيف نفس الشابة، “يفضلون أن تبقى دار لقمان على حالها ولم لا، فقد كدسوا أموالا طائلة وثروات هائلة على حساب معاناة أهالينا في المخيمات”.

وتضيف إن ما تتقنه قيادة البوليساريو “الرشيدة” هو التحريض وتخدير عقول أبنائنا على العنف والتخريب، علما أن العاقل يتساءل ما جدوى إشراك أو تحضير شباب في استعراضات عسكرية؟ هل شباب المخيمات لم يعد يؤمن بقضية قيادته وأصبح يفر من الخدمة العسكرية؟ أم هل أن عسكر الرابوني وظف في قضايا أخرى لا تمث لقضية الصحراويين كما كان الحال حين قاتلوا إلى جانب القذافي ليتحولوا فيما بعد الى تجار السلاح الى كل المجموعات المسلحة بالمنطقة بما فيها الجهادية”.

ويخلص شاب آخر إلى القول ” إن الإنسان هو أغلى ثروة يمتلكها أي شعب، وقد ضاق الانسان الصحراوي ذرعا من تخديره بقناعات كان يراها في السابق جريمة ضد الإنسانية لتُلمع وتُزين وتُقدم له على أنها خدمة إنسانية وتضحية من أجل “الوطن الجريح”، فالحرب في معناها الشمولي هي كارثة إنسانية ليس فقط لضحاياها، وإنما لكونها تطفي على السطح ظواهر سلبية وقبيحة من عنف، عنصرية ، واضطرابات إنسانية ليس إلا، لم تعد لتستهوي شبابا آمن بالحياة والعمل من أجل غد أفضل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *