آخر ساعة

البوليساريو بين مطرقة الفضائح وسندان الانتفاضات

أصبحت الأوضاع بمخيمات تيندوف تتناسل على إيقاع الانتفاضات اليومية المتواترة لشباب التغيير المطالب برحيل الطغمة الفاسدة للبوليساريو، و سارت أصوات المحتجزين المتعالية لمناشدة المجتمع الدولي للتدخل العاجل لفك الحصار عنها، تشكل كابوسا يؤرق أعضاء هذه العصابة التي طالما تحكمت في مصائر العباد و جتمت على أنفاسهم لإطالة أمد معاناة هؤلاء المرحلين، رهائن قضية الاسترزاق.

 

توالي أصوات الاحتجاج من الخارج ومن قلب المخيمات جعل قيادة الرابوني وصانعيها جنرالات الجزائر في حيرة غير مسبوقة من أمرهم أربكت كل حساباتهم المبنية على استغفال بعض أبناء الصحراء والتغرير بهم خدمة لجشعهم.

 

فبعد انكشاف الستار على حقيقة قيادة الرابوني المتاجرة بمعانات المحتجزين عبر التسول في الخارج وتحويل الدعم إلى أسواق الزويرات بموريتانيا و مالي و جنوب الصحراء لتبيعها لمراكمة الثروات وتضخيم الأرصدة البنكية بالخارج وانكشاف الغشاوة عن أعين الذين صدقوا “قضية السراب”، بعد رفع الستار عن هذا الواقع الفاسد حيث توالت الفضائح المالية الواحدة تلو الأخرى واختيار العديد من محتجزي المخيمات العودة جماعات و فرادى إلى الوطن للعيش بين ذويهم لم تجد العصابة بدا من قمع المحتجزين يقينا منها أن مصيرها في المحك او كما يقال “على كف عفريت “.

 

فمن النهب وحرمان الرهائن داخل المخيمات من ابسط شروط البقاء إلى العنصرية القبلية والتنكيل الممنهج إلى الاعتقال والانتقام عبر سياسة “القهر”، وبعدها الترهيب عبر افتعال الحرائق قصد إيصال رسائل أن قيادة الرابوني المهترئة وأولي نعمتها حكام الجزائر لاتقبل أي صوت يعاكسها لان بقاءها رهين بدوام معانات الرهائن المحتجزين المستضعفين.

 

وتؤكد مصادرنا من داخل مخيمات تندوف أن موجة الاعتقالات والاختطافات ماتزال تطول أعضاء “شباب التغيير”، وكل من دعا إلى التحرر من العبودية و الانعتاق من براثين أعضاء الرابوني و محتضنيهم جنرالات الجزائر.

 

التهمة جاهزة وهي إثارة الاضطرابات داخل المخيم، ولكن لم يعد تخويف المحتجزين يجدي نفعا، فساكنة المخيمات تنظم وقفات الاحتجاج يوميا مطالبة بإطلاق سراح المعتقلين من ”شباب التغيير” ومن الصحراويين التواقين للحرية و إلى العودة إلى ارض الوطن.

 

هده الوقفات تتطور، تقول مصادرنا، إلى اشتباكات شبه يومية مع عناصر البوليساريو التي لم تعد تقوى على قمع العشرات من الحناجر المطالبة جهرا بالانعتاق وبالحرية.

 

آخر هذه الانتفاضات ضد الانفصاليين هي التي عرفتها المخيمات خلال الأسابيع القليلة حينما أمرت قيادة البوليساريو باعتقال شباب صحراويين وبعض أفراد أسرهم لا لشئ سوى انهم عملوا على مباشرة الإجراءات للحصول على تراخيص لفتح محلات تجارية، الطلب لم يحض بالقبول كما هي العادة فما كان من هؤلاء الشباب إلا أن نظموا وقفة احتجاجية ضد هذا القرار مما عجل باعتقالهم والتنكيل بهم عبر أبشع طرق التعذيب والحط من الكرامة.

 

لم يعد التخويف ولا الترهيب يجدي نفعا مع “شباب التغيير” التواق إلى الانعتاق، ولقاء أبناء عمومته في الطرف الأخر من وطنه المغرب بعد أن ضاق صدرا   بالذل و القهر والحكرة .

 

لم تعد القيادة المتنفذة الحاكمة تتحكم في مصير مئات المحتجزين فقد تعالت الحناجر المطالبة بالحرية و الكرامة و لم تعد تستطيع قمع الأصوات المتعالية، فأعضاء الرابوني ومن ورائهم جنرالات قصر المرادية واعون جيدا أنهم لو رفعوا الحواجز والمتاريس لما بقي شخص واحد داخل المخيمات ولنزح آلاف المحتجزين نحو وطنهم المغرب.

فإلى متى يستطيع البوليساريو الصمود؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *