اقتصاد | هام

فاعلون أمريكيون يشيدون من ورزازات بريادة المغرب في مجال الطاقات المتجددة

أشاد فاعلون أمريكيون مؤسساتيون وخواص في قطاع الطاقة، خلال زيارتهم لمحطة “نور 1” للطاقة الشمسية بورزازات، أمس الأربعاء، بريادة المملكة في مجال الطاقات المتجددة، داعين إلى استلهام الدروس من النموذج المغربي في هذا الميدان.

وأكدت كاثرين أوث، عن المبادرة الحكومية الأمريكية، “باور أفريكا”، الهادفة إلى مضاعفة طاقة توليد الكهرباء في إفريقيا، أن مشاريع الطاقة النظيفة بالمغرب تعكس طموح المملكة وموقعها كبلد رائد إقليميا في مجال الطاقات المتجددة.

وأوضحت أوث، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش هذه الزيارة، أن المغرب خطى خطوات هامة في إثبات قدرة الطاقات المتجددة على توفير الاحتياجات الطاقية، داعية إلى استخلاص الدروس من النموذج المغربي وتعميمه على باقي دول إفريقيا.

وقالت إن زيارة مشروع “نور1″، التي وصفتها ب”الرائعة” و”الملهمة”، شكلت فرصة بالنسبة للفاعلين العموميين والخواص بالولايات المتحدة للتعرف عن قرب على التطورات المثيرة للإعجاب التي يعرفها المغرب في مجال الطاقات المتجددة.

الإعجاب بمشروع نور تقاسمه مختلف أعضاء الوفد الأمريكي ومنهم كذلك إليزابيث مايرز، مؤسسة “مايرز إنرجي إنترناشيونال”، والتي قالت، في تصريح مماثل، “إنها المرة الأولى التي أزور فيها ورزازات. ومحطة نور للطاقة الشمسية مثيرة للإعجاب”.

وأردفت بالقول “خمسة وعشرون سنة وأنا أتابع عن كثب المنشآت الطاقية، وأنا معجبة جدا بهذا الإنجاز : هنيئا للمغرب، هنيئا لمازن (الوكالة المغربية للطاقة الشمسية). أنتظر بفارغ الصبر المرحلة الثانية والثالثة من المشروع”.

وشددت مايرز على أن مشروع “نور-1” وباقي مشاريع الطاقات المتجددة بالمغرب تعكس الرؤية “التقدمية” و”الاستشرافية” لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مضيفة أن هذه المشاريع تندرج في إطار سلسلة من البرامج الكبرى، التي أطلقها جلالته، و”التي لها أثر كبير على الاقتصاد المغربي ليس حاضرا فقط، ولكن سيكون لها وقع أكبر، لاسيما في المستقبل”.

بدورها أشادت ديبي دانكين، عن الجامعة الأمريكية للقيادة، بريادة المغرب في مجال الطاقات المتجددة، معتبرة أن المشاريع التي أطلقها المغرب في هذا المجال تجعل منه “نجما ساطعا” في سماء الطاقات المتجددة حول العالم.

وأبرزت أن المغرب وضع نموذجا يحتذى من خلال مشروع نور بورزازات حول كيفية تنفيذ مشاريع للطاقات المتجددة تجمع في نفس الوقت بين الفعالة والاستجابة لأعلى المعايير الصديقة للبيئة، داعية المستثمرين الأمريكيين إلى الاستفادة من الفرص الكبيرة التي يوفرها المغرب في هذا المجال.

وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس ترأس، في بداية شهر فبراير الماضي بجماعة غسات (إقليم ورزازات)، حفل الشروع في الاستغلال الرسمي للمحطة الأولى من المركب الشمسي نور-ورزازات، التي تحمل اسم “نور 1″، وإعطاء انطلاقة أشغال إنجاز المحطتين الثانية والثالثة لهذا المشروع الضخم (نور 2 ونور 3).

وتبلغ الطاقة الانتاجية لمحطة “نور 1″، التي تعد أكبر محطة للطاقة الشمسية المركزة ذات المولد الأحادي في العالم، حاليا 160 ميغاوات.

ويعد إنجاز هذه المحطة خطوة مهمة في تنفيذ المشاريع الكبرى للطاقات المتجددة، والتي تواكب الهدف المتمثل في الرفع من حصة المصادر المتجددة في الباقة الكهربائية الوطنية من 42 في المائة في 2020 إلى 52 في المائة في 2030، كما أعلن عن ذلك جلالة الملك بمناسبة مؤتمر المناخ “كوب 21” الذي انعقد في العاصمة الفرنسية باريس.

وقد تم بناء محطة “نور 1” في أجل 30 شهرا، حيث اشتغل في هذا الورش 2000 عامل، 85 في المائة منهم كفاءات مغربية. كما تم بلوغ معدل يفوق 30 في المائة من الاندماج الصناعي، من خلال الاستعانة بمقاولات مغربية في قطاعات البناء والأشغال العمومية والحديد والربط بالأسلاك.

وسيساهم مشروع إنجاز المركب الشمسي “نور”، ذي القيمة المضافة العالية بالنسبة لمجال وجوده، في التنمية السوسيو-اقتصادية والثقافية للمنطقة، وفك العزلة عن عدد من القرى المجاورة، وبروز منتوجات سياحية جديدة، وذلك خدمة لإشعاع مدينة ورزازات على الصعيد العالمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *