آخر ساعة

“داء فيروسي” يعرقل اندماج الدول المغاربية

راجت في الأيام الأخيرة أخبار عن تقارب جزائري مغربي فيما يخص مشكل فتح الحدود بين البلدين الجارين، وبحسب متتبعين للشأن المغاربي فإن أي تقارب مغربي جزائري وأي اتحاد مغاربي لابد أن يكون هدفه إنهاء أسطورة البوليساريو أولا، لان الجبهة كحركة إرهابية وجدت لتعكير أجواء المصالحة المغربية الجزائرية من طرف منظري وخدام الحرب الباردة ولان الجمهورية الوهمية أنشئت في إطار الصراع السياسي ضد المغرب، وخلقت لتقوم بمهمة تعطيل المسلسل التنموي للمغرب وورقة ضغط عليه،  وأضاف المتتبعون أنه قد حان الوقت لتجاوز هذا الابتزاز الذي تشكله هذه الجبهة الهلامية.

وقال مراقبون إن حبهة البوليساريو من مخلفات الحرب الباردة شكلت ورقة في أيادي إقليمية ودولية للضغط على المغرب والمنطقة المغاربية عموما لمنع اي تقارب جدي وفعال بين دول المنطقة، وعطلت الاندماج المغاربي ونشرت الشقاق بين المغاربة والجزائريين وبين المغاربة والليبيين ، وأبرزوا أن أي تقارب اقتصادي وسياسي بين الدول المغاربية كان سيشكل قطبا إقليميا فاعلا في القضايا الدولية ,فالمغرب وتونس كبلدين فلاحيين رائدين يمكنهما تغطية الاحتياجات الفلاحية والغذائية للدول الخمسة بسهولة فائقة ،كما ان تواجد الغاز الجزائري والبترول الليبي ومعادن موريتانيا يمكن ان يكفي الدول الخمس في احتياجاتها الطاقية ، وتساءل ذات المراقبين عمن يعطل الاتحاد المغاربي، ومن له مصلحة بقاء الدول مشتتة تسعى كل واحدة منها على حدة استجداء المساعدات وتخصيص ثرواتها الهائلة من أجل شراء أسلحة أوروبية وروسية وأمريكية قديمة ومغشوشة بدعوى التصدي لمناورات الخصوم من الجيران ؟ فعلى سبيل المثال حطمت الجزائر أرقاما قياسية في شراء الأسلحة على حساب قوت وكرامة الشعب الجزائري.

وسلطت منظمة “هيومان واتش رايتس” في آخر تقاريرها حول مخيمات تندوف وممارسات القيادة الفاشلة، الضوء على وجود انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان في المخيمات وعلى انعدام شروط الحياة الكريمة للأطفال والنساء والمسنين، ووقفت على انتهاكات حرية التعبير والتجمهر والرأي المعارض وعلى وجود اختطافات واعتقالات واغتصابات جماعية للنساء وممارسات غير مقبولة شرعا وقانونا ، وكل هذه الممارسات تحدث فوق أراضي الجزائر البلد المستضيف لهذا الكيان الوهمي، وقادة الجزائر على علم مسبق بتفاصيل هذه الممارسات مما يدل دلالة قاطعة على ان الاسطوانة الكاذبة التي يكررها ساسة الجزائر بأنهم لا يتدخلون في قرار جبهة البوليساريو وليسوا طرفا في الصراع بين المغرب وجبهة البوليساريو عار من الصحة،

والحقيقة هي ان الجزائر طرف رئيسي في نزاع الصحراء، وتحتضن على أراضيها جبهة مارقة وإرهابية وهي وفق القانون الدولي تتحمل مسؤولية ما يجري على أراضيها من انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان.

لتبقى أسئلة معلقة في انتظار أجوبة منطقية: لماذا يصر ساسة الجزائر على إشعال نار الفتنة بين الشعب الجزائري والشعب المغربي؟ ولماذا لا يفكر ساسة الجزائر في استثمار الأموال المهدورة في السلاح والصراع الاستخباراتي في تمويل التنمية والتعليم والصحة والتشغيل ؟

وهل تملك جبهة البوليساريو دوليا مقومات دولة مستقلة في الصحراء وقيادتها الجديدة الهرمة لا تستطيع حتى قيادة المخيمات؟ ، فهي قيادة متسلطة فاسدة لا تسمح للآراء الأخرى المناوئة لها بالظهور وتعاقبها بالاختطاف والقتل والترهيب، فمعتقلات الجبهة مليئة مند أربعين سنة خلت بسجناء التيار المعادي الذي ينتقد فساد قيادييها وتلاعبهم بأموال المساعدات الدولية الممنوحة من طرف المنظمات الدولية ، كما أن ربيع مخيمات تندوف جوبه بالقمع والقتل ولعل ما حدث لشباب التغيير في المخيمات دليل قاطع على أن البوليساريو يخطط لإنشاء دولة قهرية مستبدة لاتحترم حقوق الإنسان، فهل يسعى المجتمع الدولي عبر صمته على جرائم البوليساريو إلى تبرير قيام دولة إرهابية فاشلة في خصر الاتحاد المغاربي؟

وخلص متتبعون للشأن المغاربي إلى أن المغرب ليس عدوا للجزائر بل عدو المغرب والجزائر معا هو الانفصال ذلك الجسم الجرثومي والفيروسي الذي زرع الشقاق بين دولتين شقيقتين، وعندما يهزم هذا الداء تستطيع الدولتان حينئذ ان تفوز بكاس الدول الملتحقة بركب التطور والديمقراطية وحقوق الإنسان وهي أعظم هدايا يمكن أن نورثها للأجيال المقبلة لان حقوق الشعوب فوق كل اعتبار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *