ثقافة وفن

مهرجان العسل .. تظاهرة إشعاعية للتعريف بمُؤهلات ايموزار اداوتنان

وأنت تغادر مدينة أكادير، وعلى بعد حوالي 60 كيلومتر تستقبلك مناظر طبيعية خلابة، وتجد نفسك محاصرا بين جبال شامخة وهضاب متموجة.. إنها ايموزار!

وبالرغم من المؤهلات الطبيعية والسياحية التي تتميز بها، تئن جماعة ايموزار تحت وطأة قساوة الظروف الطبيعية، كما أن تموقعها في منطقة هامشية تتسم بوعورة مسالكها لم يمنعها من تعبيد الطريق لأبنائها من أجل ايجاد المخارج الممكنة لتحقيق اشعاع للمنطقة والبحث عن سبل تحقيق الإقلاع التنموي المنشود، الشيء الذي ترجمته العديد من المبادرات التنموية للمجلس الجماعي ولعديد من المؤسسات العمومية.

واقترن اسم جماعة “ايموزار”، بأشجال الأركان واللوز والعرعار والزيتون، وبمهرجان “العسل” كمناسبة سنوية اشعاعية دأبت فعاليات جمعوية ومنتخبة على تنظيمها والحرص على استمراريتها.

مهرجان العسل .. بوابة للتعريف بالمنتوج المحلي

على أحر من الجمر، تنتظر تعاونيات المنطقة، هذه المناسبة، التي ستنطلق هذه السنة يوم 10 غشت إلى غاية 13 منه، بالتزامن مع الإحتفال باليوم الوطني للمهاجر، لعرض منتوجاتها المتنوعة، وخصوصا تعاونيات انتاج العسل، الذي يشكو اكراهات غياب العصرنة في انتاجه، وفضاءات لتسويقه، كما برمجت ادارة المهرجان ورشات حول تقنيات إنتاج العسل وطرق تسويقه.

ويراهن عدد من أعضاء التعاونيات المحلية على مهرجان العسل، لتضييق الفجوة بين المنتج وزبنائه، ولتنمية موارد تعاونياتهم، والتعريف بالمنتوج المحلي من العسل والذي يتسم بمواصفات متميزة وجودة عالية، يبحث عن الزبون الوافد على المنطقة وأبناء الجالية المغربية بالخارج.

ويعتبر المهرجان لبنة من اللبنات الأساسية في التعريف بالمؤهلات وخصائص المنطقة، باعتباره فضاء يساعد على خلق وتنمية حركية السياحة الداخلية والاقتصادية وترويج للثقافة التراثية المحلية.

احتضان طاقات فنية من أبناء المنطقة بصمت المجال الفني المغربي

تمر سنة وتحل أخرى، ويكشف المهرجان عن نجاحات متصاعدة، حيث استطاع، خلال مختلف دوراته، استقطاب ألمع نجوم الفن المغربي، بالموازاة مع احتضان الفنان المحلي، حيث تزخر منطقة إداوتنان بطاقات ابداعية بصمت المجال الفني المغربي.

وكان لجمهور المهرجان موعدا مع تكريم الفنان الشاعر “محمد الحنفي”، أبرز شعراء مجموعة “ازنزارن”، والعرض الغنائي للرايس محمد أتنان، وعرض فيلمين من إخراج عبد العزيز أوالسايح، “زرايفا” و”تيروكزا ن تمغارت”، الذي تم تصويره بالمنطقة، ولعب فيه نجوم التمثيل السينمائي، عبد اللطيف عاطيف وخديجة أمزيان وحسن عليوي، أدوار البطولة، وذلك حرصا من إدارة المهرجان على احتضان الأسماء الناجحة في سماء عالم الفن، وإن كان ذلك يثير “حيرة” بعض الأسماء المغمورة!

وتتميز هذه الدورة من المهرجان بتجسيد الإدارة المنظمة لشعار ان الإلتزام صنو البقاء، وأن التطور الذي تلامسه الساكنة من دورة الى أخرى يحفز ساكنة جماعة ايموزار على المطالبة بإيلاء الأهمية لمهرجان العسل والحرص على استمراريته وتطويره، من حيث محتوى فقراته وتمديد أيام المهرجان، وبرمجة فقرات تبرز قوة العرض السياحي للمنطقة، وتوسيع قاعدة الفئة المستهدفة من فعاليات المهرجان، واستقطاب شركاء، داخل الوطن وخارجه، لتسويق مؤهلات المنطقة على أمل استثمارها في التنمية المحلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *