ثقافة وفن | متابعات

الشوبي ل”مشاهد”: ديواني الشعري جاء بعد 20 سنة من التردد والتأجيلات

أصدر الفنان المغربي محمد الشوبي ديوانه الشعري الأول بعنوان”وطن على حافة الرحيل” عن المكتبة الوطنية.

و في حديث ل”مشاهد “، قال الشوبي إنه سعيد بإصدار ديوانه الشعري الأول ، بعد تردد دام 20 سنة، مضيفا أنه جمع تدوينات روحية راودته منذ أن كان موظفا ، بسبب الانشغالات و التأجيلات المتكررة مؤكدا على دور زوجته في تشجيعه على الأخذ بزمام الأمور لطرح هذا المولود الحديث ضمن عالم الشعر.

وشدد نفس المتحدث على حرصه في اختيار القصائد ذات المواضيع المتعددة، التي انتقاها بحب وشغف لتصل إلى شرائح عريضة من الجمهور المغربي والعربي قائلا : ” قصائد هذا الديوان لها مكانة متميزة حيث إنها تنقل ملامح مجموعة من الناس و الأماكن والأحاسيس راودتني منذ سنوات مرت”.

وعن أحبّ السطور التي حبل بها الديوان إلى قلب محمد الشوبي قال :” كانت هذه القصائد بمثابة النافذة التي أطلّ منها على الذات أولاً وعلى المجتمع، وعلى الكون بأكمله ، وقصيدة رثاء الزعيم الإشتراكي عبد الرحيم بوعبيد وشخصيات أخرى بصمت تاريخ المغرب هي الأقرب الى قلبي”.

أما فيما يتعلق بعنوان ديوانه “وطن على حافة الرحيل” قال الشوبي ل”مشاهد” :” الرحيل لا يعني الرحيل بالمعنى الفعلي للكلمة، إنما هي كلمة أقوى للتعبير على ألم يخالجني لوطن مجروح أهلكه وحش الفساد بكل أطيافه و أشكاله، رحيل مجازي لوطن مريض أراه أمامي يتلاشى يوما بعد يوم، والأمّر من ذلك الإحساس أنك مقيد بدون حيلة، فكانت تلك القصائد بمثابة دواء أضمد به جروح هذا الوطن “.

الشوبي الذي لم يفوت الفرصة ليبدي أسفه وامتعاضه من صعوبة وبطء مساطر وزارة الثقافة لدعم الإنتاجات الشعرية ومجال الكتابة بشكل عام، أوضح أنه تكلف شخصيا بماله الخاص بكل ما يتعلق بطباعة ديوانه الشعري، وأضاف أنه يسعى في الأيام القليلة المقبلة إلى إقامة حفل توقيع ديوانه بمسرح محمد الخامس بشراكة مع دار الشعر.

واختار الشوبي لوحة تشكيلية زينت غلاف ديوانه الشعري حيث طغى عليها اللون الرمادي كلون محايد، كونه لا أبيضَ ولا أسود، بل إنه ناتج عن دمجهما معاً، وما ترمز إليه اللوحة من انتقال بين الغموض والمأساة، إلى الحيوية والنور، وعن أسباب اختياره لهاته اللوحة يقول الشاعر الشوبي :” الملفت أن اللوحة التشكيلية على وجه الديوان تشارك في رسم ملامحها ثلاثة فنانين تشكيليين هم فؤاد شردودي وعبد الله هيطوط وعزيز أزغاي و بدورهم مبدعون يجمعون في مسارهم بين رحاب الفن التشكيلي والشعر”.

إلى ذلك أفصح محمد الشوبي عن عمل ثقافي في الأفق، هو عبارة عن كتاب سيحوي باقة من المقالات الثقافية تعود إلى سنة 1988 كان قد كتبها وشارك بها على صفحات جرائد وطنية.

الجدير بالذكر أن محمد الشوبي من بين الفنانين المثيرين للجدل بآرائه و مواقفه وما يتميز به عن كثير من الممثلين المغاربة بثقافته الواسعة واهتمامه الجدي بالآداب والفنون وقضايا الشأن العام ، وبحضوره الاعلامي الفاعل من حين لآخر في الصحافة الورقية والالكترونية معبرا عن رأي أو مدافعا عن قضية أو مساجلا مع المخالفين له في الرأي من مناهضي التيار الحداثي .

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *