متابعات

سجن الذهيبية..المعتقل الرهيب بمخيمات تندوف

ظل سجن الذهيبية لسنوات عديدة بعيدا عن الاضواء بفعل التعتيم الممارس عليه، في إطار سياسة القبضة الامنية التي تنتهجها جبهة البوليساريو، وأي حديث عن أوضاع هذه المؤسسة العقابية يعرض صاحبه إلى التهم الجاهزة والمتعارف عليها داخل الجبهة من قبيل إعطاء معلومات للمغرب وضرب سمعة المؤسسات.

قالت مصادر مطلعة من مخيمات تندوف إن سجن الذهيبية يضم نسبة مرتفعة من المساجين تفوق طاقة السجن الاستيعابية، مما جعل غرفه تعاني من إكتظاظ كون بعضها لا يستطيع أن يستوعب أكثر من 6 أشخاص، ومن ناحية الحقوق التي يتمتع بها السجناء تعتبر الذهبيبة حالياً من أقذر وأقبح السجون.

وتساءلت المصادر كيف لإنسان سيقضي سنتين على فراشه دون حراك، وسيقضي السنتين دون رؤية الشمس، ودون علم بما يحدث في العالم من حوله، وإذا كان الواقع جد صعب على المحكومين بسنة أو اثنتين فكيف هو الحال بالنسبة لمن يقضون عقوبة خمسة سنوات أو عشرة أو المؤبد وهي أحكام كلها موجودة بسجن الذهيبية حالياً.

وأضافت المصادر ذاته أن السجناء بالذهيبية يتعرضون للتفتيش المفاجيء ثلاثة مرات في الأسبوع، وأي خطأ بسيط يتعرض صاحبه للسجن الانفرادي والتنكيل والتعذيب الجسدي من قبل وحدة الدرك الموجودة بالسجن على الدوام لهذه المهمة، و إن توفي تنكيلا وتحت التعذيب فليس هناك أسهل من تسجيل حالة الوفاة كحالة انتحار، وفي سجن الذهبية لا يمنح للسجناء فرصة للخروج إلى فسحة السجن أو الاستمتاع بالشمس، كما يمنع على السجين التواصل حتى مع زملائه في بقية الزنازن داخل نفس السجن.

وأبرزت مصادر الجريدة أن عزل السجناء عن العالم الخارجي كليا من الأمور المشينة التي لا يمكن لجبهة البوليساريو نكرانها إطلاقا حيث يقر بها الجميع ، فالعزلة التي يعاني منها النزلاء بسجن الذهيبية لها إنعكاساتها السلبية على الصحة العقلية للمساجين، لان الهدف من المؤسسات السجنية هو الاصلاح وليس الزيادة في أعداد المختلين عقليا.

كما أكدت المصادر نفسها انتشار روائح كريهة داخل السجن بسبب نقص النظافة ، إذ يضطر السجناء إلى الاستحمام وتنظيف ملابسهم ونشرها في نفس الغرفة التي يسكنون فيها، ويستفيد النزلاء من وجبتين رديئتين يومياً، الوجبة الأولى على الساعة الثانية عشر ظهراً ، والوجبة الثانية على الساعة السادسة عصرا، ولا وجود لوجبة إفطار نهائيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *