آخر ساعة

قضية الصحراء: التقرير والأطلال

يتقارب الأمل الكاذب الذي يبثه انفصاليو تندوف في نفوس انفصاليي الداخل إلي حد الأكذوبة العلنية. ففيما مضى قالوا أن السنة الحالية هي سنة الحسم وأن ابريل 2015 سيكون شهرا للحسم، لكن الحقيقة هي ما بعد أبريل، والأدق في هاته الحقيقة، التقرير الاممي الأخير الذي جاء محايدا إلى حد كبير.

فالتقرير في نقطته الأولى كانت وصفته عامة، وفي نقطته الثانية يلاحظ ان المغرب في جانبه استطباع الحياة بالطابع السلمي والدفع بالمزيد من الاستثمارات والمرافق وهذا يؤكد شرعية المملكة المغربية في اراضيها بما ان الدولة بجلالة قدرها تسير في منحى تنمية البلاد عامة، هاته التنمية شانها في ذلك شان باقي الممارسات السيادية، في المقابل اشار التقرير إلى الأوضاع بمنطقة تندوف والأوضاع المزرية هناك.

هاته الاوضاع كانت نتيجة لتراجع مساعدات المنظمات المانحة الغير حكومية والتي يمكن القول انها استوعبت مدى انخراط عصابة الرابوني في عمليات البيع والشراء وتوزيع هاته المساعدات على جهات وأشخاص محددين و هم من يزدادون ثراءا في المقابل يرزح المحتجزون داخل “الستالاك الكبير” في أسوء الحالات واشد الظروف قساوة.

التقرير في فقرته الرابعة من أصل 26، يؤكد على الاحباط الذي يسري في نفوس المحتجزين من خلال توالي الأكاذيب على اعتبار ان هاته السنة هي سنة الحسم و متى بالضبط في ابريل 2015 ، وهنا نتسائل من هو العاقل الذي يصدق كذبة ابريل، نعم الحسم هاته السنة كان كذبة ابريل، المظاهرات عمت تندوف، و قد سجلت مظاهرتان فيما يسمى بمخيم العيون، و خمس مظاهرات في الرابوني دون احتساب احتجاج قبيلة البيهات ضد قيادات الانفصاليين والتي تقدر باربعة احتجاجات.

حوادث إضرام النار من مميزات رفض قيادات شبابية تطمح للتغيير و تقف في وجه الانتهازيين وهذا ما أقرت به قيادات البوليساريو بتأكيدها بوجود محاولات التخريب والرفض والخروج عن الحدود و اوامر القيادات وهذا ما يتجلى من خلال الهجوم على ما يسمى بوالي العيون بتندوف.

في زيارات مبعوث الأمم المتحدة لكل من الرباط و الرابوني و نواكشوط و الجزائر يلاحظ أن الصراع الدائر يقف فيه طرفان، الأول يدافع عن حججه و مشروعيته بقوة التاريخ و الوثائق و الممارسة على ارض الواقع، وطرف آخر لا يمل من تكرار اسطوانته المشروخة و ما كان يقول منذ أن حاول جعل الأمر حقيقة الا وهو الاستفتاء في المقابل وهو من رفض أدراج صحراويين في لوائح تحديد الهوية وهذا ما يجعلنا أمام تناقض خطير، فقد سجلت حالات قبول احدهم كصحراوي من طرف ممثل البوليساريو في حين يرفض أخوه او احد أبناء عمومته باسقاط الهوية الصحراوية عنه و كأن هته الهوية تاتي على حين غرة.

التقرير أشار إلى وجوب تنظيم إحصاء لتعداد سكان تندوف، لكن في المقابل كنا نتمنى أن ترعى الأمم المتحدة شيئا آخر هو ضمان حياة و عودة المتربصين و المتحينين الفرصة للعودة للوطن،هؤلاء من يعدون النجوم كل ليلة على أمل التسلل و العودة إلى ارض الوطن.

إن كانت هناك عدالة تذكر في تندوف نقول لأعضاء القيادة المزعومة، أمهلوا المحتجزين ليلة واحدة تضمن فيها العودة، فلن تجدوا ومعكم زبانية قصر المرادية في صباح اليوم التالي إلا الجدران، كافية لهم حتى يتغنوا على الأطلال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *