توفي في وقت متأخر ليلة أمس الأحد السيد أحمد جيجي بمنزله باصبويا بعد نوبة ربو مفاجئة.
و يعتبر الفنان أحمد جيجي من أعلام “التراث اللامادي” باصبويا و آيت باعمران، حيث عرف عنه تمتعه بذائقة فنية و قريحة شعرية عفوية بوأته مكانة مهمة في الحفلات و التجمعات العائلية و الفنية و الرسمية.
و هو إلى جانب موهبته تلك ، تميز بأحد أهم المضامين الشفوية التي تؤرخ للمنطقة و أهلها و الروابط التي تجمعهم ،حيث عرف عنه ضبطه لــ”علم” الأنساب الى درجة أنه كان من آخر حصون هذه المعرفة الشفوية بسيدي افني و المنطقة.
عاش رحمه الله “رحالة” في محبة الناس يطلبونه من أنحاء البلد المختلفة فيرتحل إليهم حاملا أمداحه و “تيّاته” و حكاياته و ما أوتي من معرفة من أنساب الناس..يرسم البسمة على الوجوه فيتناول الناس أقواله و أشعاره على طرق الرواية الشفوية القديمة.
أخطأ المجتمع المحلي في حق جيجي في أمرين : أولهما أنه تعامل معه مثلما يتم التعامل في كل الثقافات مع مهمشي البلد، مما جعله يحس بالغبن خصوصا حينما استاء كثيرا في آخر حياته من الذين يقلدون صوته تماما فيقولونه ما لم يقله، و ثانيهما حين لم يهتم مسؤولو الثقافة و الفن و المهرجانات و مؤرخو البلاد و سُلَطها بما حمله من موروث شفوي سنكتشف بدءاً من اليوم فداحة فقدانه برحيله.
رحم الله أحمد جيجي الذي سيوارى الثرى اليوم بآنامر بعد صلاة الظهر..
محمد المراكشي-نون بوست